المقالات

لو كنتُ وزيراً للتربية ..


من المعروف أن لو حرف شرط غير جازم يفيد التعليق في الماضي أو المستقبل يستعمل في الامتناع أو في غير الامكان ، وأنا أعرف جيدا أن الاحزاب ترفض أن أتولى هذا المنصب لكثير من الامور منها .. عدم تلبية رغباتهم الشخصية والحزبية ، أعطاء كل انسان حقه بغض النظر عن انتمائه الطائفي والمذهبي والقومي ،التعامل بالعدل وفق القوانين العراقية النافذة ، وغيرها من الامور لا أريد أن ذكرها في هذا المقال القصير .. 

ان التربية في العراق تمر في نفق مظلم . لا نعرف كيف نخرج من هذا النفق ، والسبب سيطرت الاحزاب الحاكمة على مقدرات العراق التربوية ، وجعلوه ساحة لعب ، كل من هب ودب يلعب في تلك الساحة التربوية . 

ان النهوض بالعملية التربوية في العراق يتطلب جهود جبارة يتكاثف فيها جميع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدني ، والاهم من ذلك هو اختيار قيادات تربوية كفوءة ونزيهة وناجحة ، قد يتم اختياري لأكون وزير التربية ، فان الامور سوف تتغير كثيرا لصالح العملية التربوية . 

ان الامور في التربية تحتاج الى قرارات ثابتة وحاسمة باتجاه العملية التربوية بعيدا عن الملاءات الحزبية التي سببت تدهور التعليم في العراق . وهذا يحتاج الى تولي الامور رجل تربوي قوي حاسم يعمل اولا على تغيير الكادر الذي عشش في وزارة التربية منذ سقوط النظام بسبب تقاسم كعكة الوزارة بين الاحزاب ، وان يتم اختيار كادر جديد وفق معايير الكفاءة والنزاهة بعيدا عن المحاصصة وبهذا تكون الخطوة الاولى نحو اصلاح العملية التربوية في العراق . بعدها يكون اعادة النظر في جميع القوانين التربوية البائدة التي اكل وشرب الدهر منها وإعادة صياغتها بما ينسجم مع التطلعات التربوية الحديثة ومنسجمة مع الواقع العراقي . 

ان اعادة الصلاحيات المنقولة الى وزارة التربية العامل المؤثر والمهم من اجل ان ترتقي العملية التربوية الى مسارها الصحيح بعيدا عن التدخلات المحلية الضيقة التي اساءت الى العملية التربوية وجعلتها تنحرف بالاتجاه المعاكس .. 

ان الوقت يمضي والعملية التربوية في العراق تمضي الى الهاوية وتحتاج من ينقذها من تلك الهاوية ، وأنا اعلن لو تم اختياري وزيرا لتربية سوف اغيرها جذريا بما ينسجم مع تطلعات شعبنا ونعيد سمعة التعليم في العراق الى ما كانت عليه سابقا .. 

الكاتب والاعلامي / الحاج هادي العكيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك