من المعروف أن لو حرف شرط غير جازم يفيد التعليق في الماضي أو المستقبل يستعمل في الامتناع أو في غير الامكان ، وأنا أعرف جيدا أن الاحزاب ترفض أن أتولى هذا المنصب لكثير من الامور منها .. عدم تلبية رغباتهم الشخصية والحزبية ، أعطاء كل انسان حقه بغض النظر عن انتمائه الطائفي والمذهبي والقومي ،التعامل بالعدل وفق القوانين العراقية النافذة ، وغيرها من الامور لا أريد أن ذكرها في هذا المقال القصير ..
ان التربية في العراق تمر في نفق مظلم . لا نعرف كيف نخرج من هذا النفق ، والسبب سيطرت الاحزاب الحاكمة على مقدرات العراق التربوية ، وجعلوه ساحة لعب ، كل من هب ودب يلعب في تلك الساحة التربوية .
ان النهوض بالعملية التربوية في العراق يتطلب جهود جبارة يتكاثف فيها جميع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدني ، والاهم من ذلك هو اختيار قيادات تربوية كفوءة ونزيهة وناجحة ، قد يتم اختياري لأكون وزير التربية ، فان الامور سوف تتغير كثيرا لصالح العملية التربوية .
ان الامور في التربية تحتاج الى قرارات ثابتة وحاسمة باتجاه العملية التربوية بعيدا عن الملاءات الحزبية التي سببت تدهور التعليم في العراق . وهذا يحتاج الى تولي الامور رجل تربوي قوي حاسم يعمل اولا على تغيير الكادر الذي عشش في وزارة التربية منذ سقوط النظام بسبب تقاسم كعكة الوزارة بين الاحزاب ، وان يتم اختيار كادر جديد وفق معايير الكفاءة والنزاهة بعيدا عن المحاصصة وبهذا تكون الخطوة الاولى نحو اصلاح العملية التربوية في العراق . بعدها يكون اعادة النظر في جميع القوانين التربوية البائدة التي اكل وشرب الدهر منها وإعادة صياغتها بما ينسجم مع التطلعات التربوية الحديثة ومنسجمة مع الواقع العراقي .
ان اعادة الصلاحيات المنقولة الى وزارة التربية العامل المؤثر والمهم من اجل ان ترتقي العملية التربوية الى مسارها الصحيح بعيدا عن التدخلات المحلية الضيقة التي اساءت الى العملية التربوية وجعلتها تنحرف بالاتجاه المعاكس ..
ان الوقت يمضي والعملية التربوية في العراق تمضي الى الهاوية وتحتاج من ينقذها من تلك الهاوية ، وأنا اعلن لو تم اختياري وزيرا لتربية سوف اغيرها جذريا بما ينسجم مع تطلعات شعبنا ونعيد سمعة التعليم في العراق الى ما كانت عليه سابقا ..
الكاتب والاعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha
