علاء الزاملي
ماكان للمجلس الاعلى أن ينبثق كوجود حي في الامة، ويستمر معبرأ عن همومها وطموحاتها، برغم كل الأخطار والتحديات التي واجهته، لو لا أنه استند في ظهوره، الى مبادى ثابته وأصيلة، تعبر عن هوية الأمة وحاجاتها، وضرورة صيانة مصالحها العليا.
لهذا كانت سمة المبدأية واحدة، من أشد السمات رسوخآ في المجلس الاعلى، منذ نشأته والى يومنا هذا، فقد التزم بمبادئه المعلنة ولم يحد عنها قيد أنملة، وقد ساعد ذلك وعزز من كونه واقعآ، تجسد بصورة واضحة وناصعة، هو ماتمتعت به قيادات ورجالات المجلس الاعلى من تفاني واخلاص.
كمثال على ذلك؛ نرى عزيز العراق (رحمه الله )، يردد في ايامه الاخيرة قائلآ: ( لا اجد أن هناك طريقآ أشرف وأنبل وأطهر وأنقى من الطريق الذي سلكناه، وفي هذه اللحظة، أتخيل لو عادت عقارب الساعة الى الوراء، وعدت الى مرحلة الشباب والفتوة، بعد أن رأيت مارأيت في هذه الدنيا، وقيل لي اختر أي طريق تسلك؟ فسأختار ذات الطريق وأمضي، في نفس المشروع ) وبهذا الطراز الفريد من المبدئية، والإخلاص للرجالات المجلس الاعلى؛ قدر أن يبقى سائرآ في طريقه ومحتفظآ، بزخم عالي من الاندفاع والتطور، واستطاع أن يمتد الى مساحة أوسع، بين شرائح المجتمع العراقي .
الحقيقة أن المبادى السياسية، مهما كانت متسمة بالاحقية والاصالة، ومنطوية على ماينسجم مع مصالح الامة، فهي لا تعني شيئآ مهمآ، مالم تقترن بالأيمان والأخلاص والمثابرة، والارادة القادرة على التزامها، في كل الظروف والاحوال ، لا شك يعتري أي منصف في أن المجلس الاعلى؛ يمثل كل المبادئ التي رفعها، وعمل بإخلاص ومصداقية، لأجل تطبيقها والسير على هديها، مالأمر الذي جعل منه تيارآ فاعلآ ومؤثر في الامة، ولأعبآ ثقيل الوزن على الساحة فلم يهادن ولم يساوم يومآ، على حساب تلك المبادى، فهي بمثابة الدستور الحاكم لمواقفه وسلوكه .
https://telegram.me/buratha