عبد الكريم آل شيخ حمود
تتصدر الأحداث في البصرة ،المشهد الأكثر إهتماما من قبل الإعلام العراقي،وشبكة التواصل الاجتماعي،لما يحمل من تداعيات خطيرة؛تنفتح على كل الإحتمالات،واخطرها جر المتظاهرين إلى العنف المسلح في التعامل مع القوات الأمنية، التي أرسلت لا لغرض قمع المظاهرات كما يصور الإعلام المغرض وإنما الى المحافظة على النظام العام ومنع دخول المندسين أصحاب الأغراض السيئة،مما يؤدي إلى الدخول في دوامة العنف؛وهو مالا يرغب فيه العقلاء من المتضاهرين.
الأمر الآخر الذي يجب تشخيصة في هذه الاحتجاجات،هو أبعاد الأغراض الشخصية بالمرة عن قائمة المطالب المشروعة التي تندرج في ثلاث نقاط مهمة :
(١) تحسين مستوى الخدمات المقدمة من قبل الدولة للمواطن البصري (٢)اكمال المشاريع المعطلة ذات الأهمية في حياة الإنسان البصري مثل مشاريع المياه الصالحة للشرب ؛وإيصال خدمة الكهرباء لكل أقضية ونواحي البصرة بنفس المستوى،مع إرتفاع درجات الحرارة الإستثنائية في البصرة خصوصاً والمحافظات الجنوبية عموماً (٣) محاسبة المفسدين من المسؤولين الذين أثروا على حساب معاناة المواطن البصري،والماسكين للمنافذ الحدودية البرية والبحرية،والتي يجب أن توظف هذه الأموال لدعم الخدمات وتوسيعها ،باعتبار محافظة البصرة مركز إقتصاد العراق المهم والحيوي.
الترويج الإعلامي القذر والتهويل للأحداث،هو محاولة بائسة لدق الأسفين بين مكونات المجتمع الجنوبي وخروج الاحداث عن حدود السيطرة،حتى تدخل عناصر غريبة تحرك الأحداث وفق إرادتها المريضة - كما حصل في محافظات العربية قبل أربع سنوات - وتصوير الأمور هناك،على أنها ثورة كبرى سوف تفعل كذا وكذا من الأمور التي هي أحلام بعيدة عن الواقع.
على حكومة المنتهية ولايتها،والحكومة القادمة ،النظر بجدية لمطالب المتظاهرين ،بل مطالب عموم الشعب العراقي المقهور ، لأن إستمرار الاحتجاجات يخلق حالة من التوتر وانعدام الثقة والسماح لكل من هب ودب من المغامرين لركوب موجة الاحتجاج ،وتوجيه الناس وفق أجندته وأهدافه المريضة ،خدمتاً لجهات مخابراتية عربية ودولية لاتريد خيراً بهذا البلد ،حتى تمرر سياساتها العدوانية والهيمنة أكثر على المشهد السياسي العراقي.
https://telegram.me/buratha
