المقالات

نخيل من البلاستك..!

1620 2018-07-12

مجيد الكفائي 

العراق بلد النخيل والبساتين، وسمي قديما ارض السواد لكثرة بساتين النخيل فيه، إلا ان دوائر البلديات في المحافظات تصر على استيراد نخيل من البلاستك لتزين به شوارع المدن لتضفي البهجة والسرور على المواطن العراقي، خصوصا وان نفسيته قد تعبت من كثرة التفجيرات، وقلة فرص العمل والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وكثرة الشتائم بين السياسيين في القنوات الفضائية، وما أصابه من خيبة امل بعد ان اخلف البعض من السياسين الوعد ونكثوا العهد، ولم يتمكنوا من تقديم الحل للأزمة السياسة المتفاقمة والتدهور الخطير في الملف الامني والعجز عن تقديم الخدمات البسيطة للمواطن العراقي.
نخيل من البلاستك لا جمال فيه ولا روعة، ينتصب في مداخل المدن والجزرات الوسطية، وشوارع المدن المليئة بالمطبات والحفر، ونشرات ضوئية تزين ذلك النخل في ظل نقص حاد بتجهيز الطاقة الكهربائية للمواطن العراقي الذي سئم حياة الظلام والوعود والكذب والاستخفاف به وبحياته.. نخيل من البلاستك هو آخر ما تفَتق ورعف به ذهن المفسدين، فالعمولات ستكون كبيرة وستمتلئ الجيوب والحقائب وستكثر العمارات والسيارات وتكبر الكروش, نخيل من البلاستك صنع خارج العراق وتم استيراده الى بلد المليون نخلة بالعملة الصعبة. فهل من غرابة في ذلك؟ الامر ليس غريبا، لكن الغريب ان تصر الجهات البلدية على عدم زرع اي نخلة عراقية من الخضراوي او البرحي او الشكر الى جانب النخيل البلاستيكي، والغريب ايضا ان تصر تلك الجهات على صيانة وتبديل التالف من النخيل الصناعي وما يقتضيه من مصاريف كبيرة في حين لا يحتاج النخيل العراقي سوى حفرة وسقي لشهر واحد فقط.
ان ما يكلفه شراء نخلة صناعية مستوردة يعادل 10 اضعاف شراء نخلة حقيقية متوفرة لدى اصحاب البساتين العراقيين وبسعر 1500 دينار عراقي للفسيلة الواحدة من نخيل الخضراوي او الشكر وهي من ارقى واجود انواع النخيل العراقي، في حين يحتاج استيراد النخيل البلاستيكي الى مبالغ طائلة من شراء ونقل ولجان متابعة ومستوردين وبدلات سفر، اضافة الى حاجته الى قواعد كونكريتية لتثبيته وما تحتاجه تلك القواعد من اسمنت واجور عمل وصيانة دائمة ومستمرة، خصوصا ان الاجواء العراقية والظروف البيئية لا تناسب هكذا نوع من البلاستك فكيف اذا كان البلاستك معاد، و التاجرالمستورد (يشتري من غير وجع كلب) ولا يؤنبه ضميره لإتلافه أموال العراقيين بشكل عشوائي وغير مدروس.
لذلك على الجهات الرقابية في البلد ان تحقق في هكذا صفقات فاسدة ومريبة على اساس اتلاف المال العام في غير ذي نفع، واحالة كل من يتعمد ترويج هكذا صفقات الى القضاء ومراقبة صفقات الدوائر الحكومية وتقيمها من حيث الفائدة والضرر ومدى اهميتها وقدرتها على تطوير وبناء البلد.
ان النخيل العراقي رخيص الثمن جميل المنظر وله فوائد بيئية وصحية، بالاضافة الى المردود المالي المتحقق مما ينتجه من ثمر وفسائل يمكن بيعها والاستفادة منها في اكثار النخيل في البلد، وتشجيع اصحاب البساتين على العناية بنخيلهم بعد ان تصبح فسائل النخيل مطلوبة في السوق، وتوفر لهم مردودا ماديا لا بأس به.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك