عبد الكريم آل شيخ حمود
من الأمور التي يمكن أن نبني عليها تصورنا حول وجود نظرية المؤامرة في الأحداث الجارية في جنوب العراق،والتي غلبت عليها أجواء العنف والتهديد بتصعيد الأمور إلى أقصى المديات ؛ هي وجود إعلام ممنهج يسير وفق خطط مدروسة بعناية،مملوك لجهات أجنبيه وعربية،كانت بالأمس القريب تنفث سموم الطائفية في الجسد العراقي وتنتصر لطرف دون غيره.
فصارت البصرة والمحافظات الجنوبية ذات الأكثرية الشيعية،هي الأقرب إلى الهم العربي والدولي،بعد أن كانت بالأمس القريب صفوية وفارسية تحمل العقيدة الرافضية على حد زعمهم،فما حدى مما بدا؟
فلو حسنت نوايا هذه الجهات الإقليمية المعنية في دعم مسيرة الإصلاح في العراق والتي ينشدها الجميع؛ لعملت على إستنكارا أعمال الشغب والتخريب ضد مفاصل الدولة من قبل بعض المندسين الذين تم التعرف على بعضهم وولائهم لجهات مغرضة في الداخل العراقي،لا تريد خيراً لهذا الشعب المظلوم؛بل صورت هذه الأعمال الهمجية من قبل عملاءهم المخربين،بأنها ثورة شعبية.
فالثورة التي تحمل على عاتقها إرادة التغيير ومحو آثار الحاضر الفاسد وقلع شخوصه من الأساس ،يجب أن تتوفر فيها شروط واهمها؛ شرطين محوريين؛احداهما توفر القيادة الواعية التي تأخذ على عاتقها مهمة قيادة الجماهير والتصدي لأي إحتمال من إنبثاق ثورة مضادة تحاول إفشال المشروع الثوري؛وثانيهما وجود الهدف مع توفر مرتكزاته الفكرية،التي يجب أن تتوفر في روح الثورة وديمومتها.
الأمر الآخر والذي يجب يكون حاضراً في ضمير المنتفضين وهو من الأمور البديهية؛هو معرفة العدو الحقيقي والذين يتربص الدوائر لتوجيه الحشود نحو غاياته المريضة والعدوانية ؛لا العمل على تحميل جهات صديقة وقفت موقف مشرف بوجه أعتى هجمة شرسة،وهي ايجاد عصابة داعش الإجرامية ، ذات الدعم المالي والفكري والتي تتطابق آيدلوجيتها مع الفكر الصهيوني ،في إشاعة التدمير والفوضى واضعاف دول، لحساب الكيان الصهيوني الغاصب.
https://telegram.me/buratha
