المقالات

الساسة وسرقة اللقمة من فم الفقير..!

1687 2018-07-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com 

الدين الإسلامي ليس مجموعة عبادات فقط، بل هو نظام متكامل لقيادة المجتمع، وهو أيضا ما يصطلح عليه المعاملات، ومن بينها شكل نظام الحكم!
لقد مرت علينا منذ أوئل التشكل الإسلامي أفكار شتى، معظمها أندرس وبقيت منها فقط، إشارات في بطون كتب التواريخ، وتشترك معظم تلك الأفكار، بأنها تتمحور حول إيجاد طريقة ما، للتخلص من الالتزامات الشرعية؛ التي تفرضها المعاملات! 
ذلك لأن من بين ما تفرضه المعاملات، شراكة حقيقية في الثروات، فعلى المسلم أن يخضع أمواله لنظام الزكاة، وهو نظام متكامل للتكافل الاجتماعي، ناهيك عن نظام الخمس، الذي يربط المسلم بمنظومة قيمية، تحدد دوره كفرد وكجماعة، في بناء الدولة العادلة.
إن تلك الأفكار التي أريد لها أن تندرس؛ كانت تعمل بطرق فقهية على تفسير النصوص، وفقا للأهواء التي تحكمها المصالح.
الإسلام يقول أن الناس شركاء في ثلاثة، النار والماء والكلأ، وهي مصادر الثروة ليومنا هذا، والنار تعني في عرف اليوم (الطاقة)، والماء هو مصدر الزراعة والنماء، والكلأ أي المرعى؛ يمكن أن يفسر على أنه الثروة الوطنية، إحياء الأرض الموات، والتعدين باستخراج ما بجوف الأرض، من نفط وفوسفات ومعادن!
الإسلام يدعو الى شراكة حقيقية في مصادر الثروة؛ أي في رأس المال وليس في الدخل، ولأن ذلك لا يروق لأصحاب الأموال، واللصوص وسراق المال العام، برزت تلك الأفكار، التي تمردت على منظومة العلاقات الاقتصادية المحكمة، التي جاء بها الإسلام.
أن تطبيقا حقيقيا متكاملا لم يحصل ،إلا في فترات متقطعة ومنقطعة من تاريخنا الإسلامي، أبرزها فترة السنوات الأربع، التي حكم فيها أمير المؤمنين علي عليه السلام، إلا أنها تبقى فترات في ذاكرة الأمة، ونبراسا لمن يريد مقايسة الوضع الصحيح بالوضع السيئ.
ليس من باب الإقحام، حينما نقول أن هذا الواقع ليست وليد اليوم، فهي ممارسة لم تخبو لحظة واحدة من لحظات التاريخ، فقد كانت موجودة في إيلاف قريش، برحلة الشتاء والصيف، وموجودة بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، التي وجدت عند "الصحابي" الذي ولي أمر البحرين، وكان قد ذهب اليها حافيا، وهي موجودة أيام كل الملوك الخلفاء، الذين تولوا الحكم بعد أبن أبي طالب عليه السلام، وستبقى موجودة أبدا، مادام هناك من يسعى لاقتناص اللقمة من فم فقير..
كلام قبل السلام: في عراق اليوم؛ ساسة يلبسون لبوس الإسلام، ويدعون الإنتماء الى منظومتيه الفكرية والعقائدية بكل تفاصيلها، يمارسون ما مارسه الصحابي إياه، ولكن بمئآت الأضعاف من الممارسات اللاأخلاقية!
سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك