المقالات

مرجعية بالمزاج..!


عبد الكاظم حسن الجابري
ليس للمرجعية في العراق أي منصب حكومي, كما أنها -وخصوصا مرجعية السيد السيستاني- لا تمتلك أي ذراع سياسي, أو تيار تنظيمي, أو مليشيا مسلحة.
نأت مرجعية السيد السيستاني بنفسها عن الانخراط بالعمل السياسي, والمباشرة به, والتزمت موقف الأبوية, من خلال النصح والتوجيه والإرشاد, ووقفتْ موقف الخبير المشخص الفاحص, الذي ينطق بما يخدم مصلحة المواطنين والوطن.
شَخَّصَتْ وعَمِلَتْ المرجعية -وبما تملكه من موقع روحي في نفوس العراقيين- ما يخدم البلد ويصلحه, وكانت منحازة في كل ذلك إلى جانب المواطن, ولم تطالب بشيء لنفسها, وإنما كان شعار السيد المرجع السيستاني دوما " ليس لي أمل إلا أن أرى العراقيين سعداء" ومن منطلق هذه الأُمنية كانت حركته لوضع النقاط على الحروف في ما يصلح وضع البلد.
كانت مواقف السيد السيستاني واضحة في تشخيص الفاسدين, ويعد أول من قاد الحراك الجماهيري في الاعتراض على حكومات الفشل والفساد, إذ أوصدت المرجعية بابها بوجه الفاسدين منذ عام 2010.
انطلقت في العراق مظاهرات عارمة منها بدأتْ في ساحة التحرير عام 2015, وكانت المرجعية أول المنادين بدعم التظاهرات, شريطة أن تكون سلمية, وأن لها مطالب ممكنة التحقيق, وأيضا لها منسقية وممثلين معروفين, وبنفس الوقت حذرتْ المرجعية الحكومة, من أن عدم الاستجابة الفورية لمطالب المتظاهرين, سيجعل هذه المظاهرات تعود وتشتد أكثر ولات حين مندم.
لم تُفَعِّل الحكومة آليات لتحقيق مطالب المتظاهرين, ولم تتخذ خطوات جادة في ضرب كبار رؤوس الفاسدين -كما دعت المرجعية لذلك- بل على العكس غضت الطرف عن هؤلاء, وكانت النتيجة أن عادت المظاهرات بشكل أوسع وأخطر كما حذرت المرجعية.
هذه المظاهرات الأخيرة, والتي بدت مطلبية, تحولت بعد أيام إلى أمر غريب وعجيب, ألا وهو ألقاء اللوم على المرجعية, وتحميلها مسؤولية الفشل والفساد, وكأن المتظاهرين قد خرجوا بالضد من المرجعية ونسوا الحكومة, ونسوا أيضا أن المرجعية وقبل أكثر من ثمان سنوات أوصدت أبوابها بوجوه الفاسدين احتجاجا على أفعالهم.
توجه المتظاهرين الأخير, وشعارات المظاهرات الأخيرة, يجعلنا نبدأ بالتشكيك بأحقية هذه التظاهرات, ووجدنا وكأن هناك مخطط لاستهداف المرجعية بعد نجاحها –المرجعية- بإنقاذ العراق من براثن عصابات الموت, ومن المخططات الدولية للقضاء على العراق بفتواها الجهادية, وصرنا نلمس بأن اللافتات التي ترفع بعد صلاة الجمعة في ساحات التظاهرات, كأنها وبفعل فاعل قد عُدَت مسبقا.
كلمة أخيرة أقولها للمتظاهرين! إن كانت مشكلتكم مع الحكومة فاتركوا المرجعية, وان كانت مع المرجعية فان كنتم لا تتبعونها فما لكم وما تقول؟! وإن كنتم تتبعونها وترون أحقيتها في القيادة, فما عليكم إلا الإتباع والالتزام بما تطرحه من إرشاد وتوجيه, فالمرجعية ليست خاضعة لأمزجتكم وهواكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك