سجاد العسكري
دائما ومايزال الانسان في صراع داخلي بين ذاته , وعادة مايكون هذا الصراع لأتجاهين متضاديين لا يرتفعان ولا يجتمعان وبينهما اغيار , ولا يخلوا مجتمعنا من احد الاتجاهين ,اما الاتجاه الاول : اتجاه الفطرة والعقل والمنطق والشرعية التي اودعها الله عز وجل في تكوين هذا الانسان وهي من النعم التي انعم بها علينا الطيف الغفورالخبير, وهذا الاتجاه يولد الراحة النفسية والجسدية لانه لا يتجاوز على حقوق الاخرين , وحرياتهم المسؤولة وفق الاطر الانسانية .
اوالاتجاه الثاني :اتجاه الميول والأهواء والرغبات المادية, وهو عادة سهل يسير يمكن ان يوغل به بلا مقدمات او حواجز , الشعور والانطباع فيه هو تزين الدنيا لذوي الشراهة للانغماس بشهوات العالم المادي , ويتجراء اكثر في تكذيب العالم المجرد عن المادة والايمان بالغيبيات , التي لا يمكن انكارها الا من اتباع الاعتقاد المادي البحت , وهذا الاتجاه ذو غالبية نسبيا ؛لسهولة طرقه , وتهرب والغفلة من عدم التزامه وهو معروف بانه بلا قيد مع الاخرين , فلذلك هنالك تجاوز على حقوق الاخرين وهي من اسباب النفور من الاتجاه الاول ,وكذا سبب الابتعاد عن الاتجاه الاول قد يكون حالة او عدة حالات وهي:
• اللهو والشهوات وتمتع بهذه الحياة بالمحرمات والغض عن ما احل لهذا الانسان وفي كثير منهم لا يحب ان يسمع عن الاتجاه الاول, الا عندما تخور قوته !!.
• او الميول لجهة او فئة او حزب ...والاعتقاد بمبادئها .
• او التوجه لجهة او حزب او... ما بحسب المصحلة والمنفعة الشخصية وعادة هذا الارتباط ينفك مع انتفاء المصلحة , ليبحث عن فئة اخرى للفائدة الشخصية الضيقة .
• او الاتجاه الى جهة ما , لبغضه لجهة اخرى لتنديد والتسقيط ...
وفي كل الاحول قد تجتمع في شخص الامور جميعها او بعضها , فبالنتيجة ستولد لديه فكر , بان هذه الجهة هي على صواب , والباقي على خطأ , حتى بالرغم من ظهور الخطاء واضحا , وجليا لدى الجميع الا هذه الفئة , وهي من الحالات السلبية في المجتمع , والتي تؤدي الى ضيق في التفكير والتشخيص بل وحتى في وضع الحلول اذا اضرت بالجهة او الفئة او الحزب سيؤدي الى حلول بديلة و بعيدا عن المشكلة والواقع ؛ فبالتالي قد تتازم وتتفاقم المشكلة بهذه الحلول ذات الميول لتظهر لدينا مشكلة اخرى .
فهذه الحالات عبارة عن معادلات فيها الصعب والمعقد , والسهل اليسير ؛ فمجتمعنا يعيش هذه الحالات, وخصوصا اليوم من مظاهرات واحتجاجات ضد السياسين لسوء الخدمات والمعاناة في ظل ظروف قاسية على المواطن مما ادى الى اختلاط الاوراق عليه؛ فلا يميز من مع المواطن ومتطلباته , ومن مع تفاقم الازمات, لكن في المقابل هو امام الجهة الوحيدة التي تطالب بحقوقه, وتدافع عنه في السلم و الحرب, وترسم له طريقه عبر بياناتها وتوجيهاتها, وتوبيخها لذوي الشأن , وطالما وضعت النقاط على الحروف, فعلى المواطن ان يكون على بينة من امره , ومع من يسير, فهو امام معادلة ذات طرفين , الطرف الاول طرف المرجعية العليا ,واهم ما يميزها (العقل +المنطق + الشرعية +والمطالب الحقة)؛ والطرف الثاني فيه الحالات اعلاه ومميزاته (الميول + المنافع + الكره + ازمات بلا حلول + فساد بلا عقاب ...) وتطول قائمة مميزاتها . فهنا يبرز التشخيص الصحيح للمتظاهرين والمحتجين مع اي الطرفين يكون , والتي لا ثالث لها , الطرف الاول يتمثل بمطالب المحتجين وهي المرجعية العليا التي لا غبار لمواقفها فيمن يسيء للمصلحة العامة وتقديم الحلول الواقعية وليست الترقيعية . والطرف الثاني الذي يسيء للجميع ويتحكم به الميول والمنافع الشخصية ,وخسارة مناصبه ,والتستر على الفاسدين والصوص ؛ ومن يحاول ان يضرب المرجعية العليا في الخفاء عبر طرح شعارات تسيء لها , مستغلا صعود الموجة , فهؤلاء لا يريدون للبلد ولا للمواطن العراقي الخير , بقدر ما تحركه حالة البغض والميول والمنافع الشخصية ؛ لتسقيط الجميع واستهداف خصوص المرجعية العليا وما قدمته من انجازات انقذت البلاد والعباد ؛ فنحن اليوم مابين الاتجاهين الخير والشر وهما متضادين متناقضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ,فعلى الجميع ان يعرف مع من يكون فاذا (وضح خياره , صلح مساره) .
https://telegram.me/buratha