المقالات

معادلة بطرفين.. لا ثالث لهما ؟ 

1657 2018-07-28

سجاد العسكري 
دائما ومايزال الانسان في صراع داخلي بين ذاته , وعادة مايكون هذا الصراع لأتجاهين متضاديين لا يرتفعان ولا يجتمعان وبينهما اغيار , ولا يخلوا مجتمعنا من احد الاتجاهين ,اما الاتجاه الاول : اتجاه الفطرة والعقل والمنطق والشرعية التي اودعها الله عز وجل في تكوين هذا الانسان وهي من النعم التي انعم بها علينا الطيف الغفورالخبير, وهذا الاتجاه يولد الراحة النفسية والجسدية لانه لا يتجاوز على حقوق الاخرين , وحرياتهم المسؤولة وفق الاطر الانسانية .
اوالاتجاه الثاني :اتجاه الميول والأهواء والرغبات المادية, وهو عادة سهل يسير يمكن ان يوغل به بلا مقدمات او حواجز , الشعور والانطباع فيه هو تزين الدنيا لذوي الشراهة للانغماس بشهوات العالم المادي , ويتجراء اكثر في تكذيب العالم المجرد عن المادة والايمان بالغيبيات , التي لا يمكن انكارها الا من اتباع الاعتقاد المادي البحت , وهذا الاتجاه ذو غالبية نسبيا ؛لسهولة طرقه , وتهرب والغفلة من عدم التزامه وهو معروف بانه بلا قيد مع الاخرين , فلذلك هنالك تجاوز على حقوق الاخرين وهي من اسباب النفور من الاتجاه الاول ,وكذا سبب الابتعاد عن الاتجاه الاول قد يكون حالة او عدة حالات وهي: 
• اللهو والشهوات وتمتع بهذه الحياة بالمحرمات والغض عن ما احل لهذا الانسان وفي كثير منهم لا يحب ان يسمع عن الاتجاه الاول, الا عندما تخور قوته !!. 
• او الميول لجهة او فئة او حزب ...والاعتقاد بمبادئها . 
• او التوجه لجهة او حزب او... ما بحسب المصحلة والمنفعة الشخصية وعادة هذا الارتباط ينفك مع انتفاء المصلحة , ليبحث عن فئة اخرى للفائدة الشخصية الضيقة . 
• او الاتجاه الى جهة ما , لبغضه لجهة اخرى لتنديد والتسقيط ... 
وفي كل الاحول قد تجتمع في شخص الامور جميعها او بعضها , فبالنتيجة ستولد لديه فكر , بان هذه الجهة هي على صواب , والباقي على خطأ , حتى بالرغم من ظهور الخطاء واضحا , وجليا لدى الجميع الا هذه الفئة , وهي من الحالات السلبية في المجتمع , والتي تؤدي الى ضيق في التفكير والتشخيص بل وحتى في وضع الحلول اذا اضرت بالجهة او الفئة او الحزب سيؤدي الى حلول بديلة و بعيدا عن المشكلة والواقع ؛ فبالتالي قد تتازم وتتفاقم المشكلة بهذه الحلول ذات الميول لتظهر لدينا مشكلة اخرى . 
فهذه الحالات عبارة عن معادلات فيها الصعب والمعقد , والسهل اليسير ؛ فمجتمعنا يعيش هذه الحالات, وخصوصا اليوم من مظاهرات واحتجاجات ضد السياسين لسوء الخدمات والمعاناة في ظل ظروف قاسية على المواطن مما ادى الى اختلاط الاوراق عليه؛ فلا يميز من مع المواطن ومتطلباته , ومن مع تفاقم الازمات, لكن في المقابل هو امام الجهة الوحيدة التي تطالب بحقوقه, وتدافع عنه في السلم و الحرب, وترسم له طريقه عبر بياناتها وتوجيهاتها, وتوبيخها لذوي الشأن , وطالما وضعت النقاط على الحروف, فعلى المواطن ان يكون على بينة من امره , ومع من يسير, فهو امام معادلة ذات طرفين , الطرف الاول طرف المرجعية العليا ,واهم ما يميزها (العقل +المنطق + الشرعية +والمطالب الحقة)؛ والطرف الثاني فيه الحالات اعلاه ومميزاته (الميول + المنافع + الكره + ازمات بلا حلول + فساد بلا عقاب ...) وتطول قائمة مميزاتها . فهنا يبرز التشخيص الصحيح للمتظاهرين والمحتجين مع اي الطرفين يكون , والتي لا ثالث لها , الطرف الاول يتمثل بمطالب المحتجين وهي المرجعية العليا التي لا غبار لمواقفها فيمن يسيء للمصلحة العامة وتقديم الحلول الواقعية وليست الترقيعية . والطرف الثاني الذي يسيء للجميع ويتحكم به الميول والمنافع الشخصية ,وخسارة مناصبه ,والتستر على الفاسدين والصوص ؛ ومن يحاول ان يضرب المرجعية العليا في الخفاء عبر طرح شعارات تسيء لها , مستغلا صعود الموجة , فهؤلاء لا يريدون للبلد ولا للمواطن العراقي الخير , بقدر ما تحركه حالة البغض والميول والمنافع الشخصية ؛ لتسقيط الجميع واستهداف خصوص المرجعية العليا وما قدمته من انجازات انقذت البلاد والعباد ؛ فنحن اليوم مابين الاتجاهين الخير والشر وهما متضادين متناقضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ,فعلى الجميع ان يعرف مع من يكون فاذا (وضح خياره , صلح مساره) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك