مجيد الكفائي
يظن البعض من السياسين ان كل الناس تأكل كما يأكلون لحما ودجاجا وسمكا واطباقا شهية من الاكلات و المقبلات الايطالية والفرنسية واللبنانية بل يظن اخرون ان ليس في العراق من ينام وعائلته جياعا يحلمون بيوم اخر يكون فيه فطورهم قطع من الجبن والبيض مع خبز حار وشاي وغدائهم سمكة مشوية وبصل اخضر وعشائهم طبق رز ومرقة فاصولية تطيبها بعض القطع من اللحم وقليل من السلطة والخضرة ,نعم هناك من يحلم ولو ليوم واحد بفطور وغداء وعشاء كهذا ومع يقيني ان هذا ليس حلم البعض من عوائل السياسيين والمسؤولين الا انني متأكد انه حلم الكثير من العوائل العراقية الجائعة هذه العوائل التي يمر الشهر بعد الاخر ولا تستطيع ان تشتري لحما او سمكا بل ان البعض منها لايستطيع شراء الطماطة والباذنجان مع رخصهما فيقتاتون على نبات "الخباز" والخبز ومنهم من يعيش على حليب و لبن بقرة يرعاها لشخص ميسور ماليا.
قد يقول قائل ان تصويري للحالة فيه مغالات وتضخيم وأن لا جياع في العراق ولا معاناة لدى كل العوائل العراقية فاقول لهم ما قاله المثل العراقي ان الجائع والشبعان لا يلتقيان بل ان الغني ا والشبعان كما يسمونه في اللهجة العامية لايدري ان هناك جياعا اصلا وقد يستغرب ان ذكر ذلك الامر امامه فاغلب السياسيين العراقيين وهم من الاغنياء "الشبعانين جدا" يعتقدون ان العراقيين في احسن حال وان لديهم شبعا في كل شيء في الاكل والشرب والكهرباء والخدمات الصحية والبلدية وفي قطاعات التربية والتعليم والزراعة والصناعة والعمل ..الخ وانهم أي" الطبقة السياسية" ساهرون من اجل راحة العراقيين وأشباع كل حاجتهم الضرورية والكمالية ليصبحوا في اسعد حال وهذا يبدو واضحا من تصريحات بعضهم على القنوات الفضائية التي مل المواطن من متابعتها وسئم من رؤيتها واصابه القرف من تلك الوجوه واولئك الرجال الكذابين المضللين واحتقر تلك الالسن التي لا تعرف الا الثرثرة والسب والشتم والاتهام وتتحدث بوقاحة عن الشفافية والنزاهة والمصداقية وخدمة الشعب والتضحية في سبيل الوطن.
لقد صار معلوما للمواطن العراقي مدى كذب بعض الساسيين ونفاقهم ولن تنفع احاديثهم التلفزيونية المقززة في تلميع صورتهم المشوهة فالكل يعلم ان هؤلاء الساسيين يعيشون حياة مترفة من بيوت محصنة وسيارات مدرعة وحمايات كثيرة وسفرات سياحية وترفيهية الي أي بلد متى ارادوا او رغبوا وموائد عامرة بما لذ وطاب وما تشتهيه الانفس من لحوم الطيروالغزلان والخراف والعجول والاسماك ومن فواكه لا مرفوعة ولا ممنوعة ينامون على افراشة من حريرودملج وتكيف اجوائهم اجهزة تكيف مركزية تدفئةً وتبريدا لايقلق راحتهم ذباب او بعوض ولايخافون من سارق او قاتل فحولهم مئات الحرس من اقاربهم واصدقائهم ومقربيهم يحرسونهم ويسهرون على راحتهم لايفكرون بقوت يومهم ولا بمستقبل عوائلهم او اولادهم بينما يعيش الملايين من العرقيين مشردين تحت الجسور وفي مناطق الطمر الصحي وداخل البنايات المتهالكة والخرائب يقتلهم الجوع والبرد ويفترسهم الخوف والحزن والالم بلا ذنب او جريرة هجرتهم من مدنهم وبيوتهم تصريحات السياسيين وقتلت ابنائهم ونسائهم رعونة المسؤولين وضحالة تفكيربعض رجال الدين وفاسدهم وطموح ونرجسية القادة والزعماء.
ان هؤلاء "الشبعانين" اكلا ومالا لايفكرون بشعبهم الجائع ولايهتمون لجوعه ولايؤلمهم سفك دمه ولايستحوا من تشريده وتمزيفه مادام ذلك يدر ربحا عليهم ويزيد من مكانتهم وترفهم واموالهم فارباحهم تزداد كلما مر العراق بازمة ومكانتهم تكبر كلما اصيب العراق بمحنة.
فالى كل الذين ياكلون لحما وينامون رغدا وتمتلا خزاناتهم بالاموال اعلموا ان العراقيين جياعا فقراء مشردين مذبوحين يعيشون بلا رغبة في العيش ويتمنون لو انهم لم يولدوا في مثل هكذا بلد ولو استطاعوا الهرب خارج العراق لما تأخروا عن ذلك لحظة لقد ملوا الجوع والقتل ملوا الكذب والنفاق ملوا المتجارة بمحنهم واحزانهم ملوا الخوف وانعدام الامان ملوا غلق الطرق والشوارع ملوا قلة الادوية وتردي الخدمات ملوا الخطف وكواتم الصوت ملوا التصريحات والزيارات ملوا العيش في الازبال ومناطق الطمر الصحي ملوا السكن في احياء التنك وتحت الجسور والانفاق ملوا تصريحاتكم وملوا من رؤيتة وجهوكم.
https://telegram.me/buratha