أمل الياسري
(ويل للرجل الذي يضع أقدامه في المنزل تعباً ورهقاً، فيواجه زوجة أكثر منه تعباً وإرهاقاً) ما يقوله الشهيد مرتضى مطهري كلام في الصميم، وهو واقع يحدث اليوم أكثر من أي وقت مضى، فما أن يضع الرجل أقدامه في بيته، حتى بدأت إمبراطوريته بالعمل كدوي النحل وبنظام مثالي، لأن (السي سيد) حضر وهو محمل بهموم الشارع والرصيف على السواء، بغض النظر عن نوعية العمل الذي يمارسه، ولكن هل هذا الوضع مثالي بالمعنى الصحيح؟ الجواب بالتأكيد لا.
هناك فرق كبير بين الإحترام والطاعة والبر، وبين القمع والخوف والإستعباد، والأجدر بالرجل إصلاح نفسه، والإرتقاء ببيته وأموره، والإنسجام بين أفراد أسرته وهو أمر أسهل بكثير مما يجده في مكان آخر، فبعض الأعمال البسيطة التي يقوم الرجل لمساعدة زوجته، أعظم من أشياء كثيرة يقوم بها في المجتمع، فالأولى تعني الإحساس بقيمة ما تبذله المرأة في بيتها، كما أن الرجل أسوأ ما يكون عندما يعاملهم حسب مزاجه، فإن كان سعيداً عاملهم بلطف، وإن كان تعيساً عاملهم بقباحة.
منظومتنا الأخلاقية في المجتمع العراقي باتت في خطر، وبما أن المرأة ترى في الرجل علي والوطن، فمن المفترض القول أن يكون لها فاطمة والملاذ، والمرأة العراقية تحديداً تتميز بالصبر، والمطاوعة، والعطاء بلا حدود تجاه البيت والأسرة، وهو أمر يحسن بالرجل التعامل معه، لا أن يقيم البيت ويقعده على أكوام من العصبية الفارغة والمشاكل التافهة، وتذكر أيها الرجل (أن المرأة إذا وضعتك في قلبها رفعتك الى السماء، أما إذا وضعتك في عقلها فلن يحل عليك مساء).
المرأة مع الكلمة الطيبة، والإبتسامة البريئة، والمجاملة الرقيقة، لديها القدرة على تحويل الحياة لقمة السعادة، أما أن يحضر الرجل وبرأسه وجيوبه كل الهموم، فهذا يعني الكدر والحزن، وسيكون البيت مجرد دار لإستراحته، ويجد أن ما في الخارج هو الجنة بعينها، مع أنه الجحيم بعينه، وله مردود سلبي على الأسرة، فكثرت المشاكل وظهرت الأمراض الإجتماعية المشينة، ومن هنا أشارت المرجعية الدينية الرشيدة في خطبها المنصرمة، خطورة تداعي المنظومة الأخلاقية للمجتمع وتهدمه، إن لم نلتفت للحلول سريعاً.
أيها الرجل: المشاكل التي تعترضك خارج البيت، أصنع منها طائرة ورقية وأقذفها في الهواء، وعد للبيت وأنت مدرك أن الحياة ليست طويلة لتجرب كل شيء، ولا قصيرة لنتذكر كل شيء، لكنها جميلة إذا عرفنا أنها لا تساوي شيئاً، فهل إشتقت لنفسك القديمة؟ وتذكر أنك الوطن الصغير لعائلتك وهي تنمو وتزدهر بك، مع الإشارة الى أنه يجب أن تضع في رأسك شيئاً مهماً وهو: أن نجاح الأسرة وتفوقها وسعادتها، لا يحسب لك وحدك فقط بل للمنظومة كلها.
وللحديث تتمة....
https://telegram.me/buratha