مجيد الكفائي
لم ينسَ المواطن العراقي بعد، وعود بعض اعضاء مجلس النواب العراقي السابق، التي اطلقوها خلال حملاتهم الانتخابية قبل اكثر من اربع سنوات.
ولم ينسَ ان هؤلاء الاعضاء، لم يحققوا من وعودهم شيئا، وان حال العراقيين اليوم هو نفسه قبل اربع سنوات ، فلم يتحقق الاستقرار الذي وعدوا به، ولا الرفاه الذي امّلوا العراقيين به، ولا الخير الذي قالوا انه سيعم العراق كله, فالامن لا زال منفلتا، والقتل مستمرا، والخدمات سيئة والفتنة تستعر، والعراقيون يعيشون حرمانا وقتلا, تسفك دماؤهم كل يوم، وتستباح حرماتهم كل صباح.
ولم ينسَ المواطن العراقي بعد، ان بعض اعضاء مجلس النواب السابق كانوا سببا في ما جرى للعراقيين من اذى، وما لحق بهم من خراب, ومنهم من كان سببا في قتل العراقيين وتهجيرهم, ومنهم من ساعد في تدخل دول الجوار بشؤونهم الداخلية, ومنهم من كان سببا في الحرمان الذي يعيشونه والمر الذي تجرعوه ولازالوا يتجرعونه, ومنهم من كانت يده وافكاره سببا في اشعال الفتن الطائفية واذكائها.
فكم من نائب قتل العراقيين او حرض على قتلهم علنا، بلا حياء ولا خوف؟ وكم من كتلة نيابية عطلت تشريع قوانين تهم المواطن والوطن، وساهمت في ايقاف عجلة البناء والتطور في البلد لسنين؟ وكم من نائب يعيش خارج العراق، متمتعا بخيراته، وشعبه يعاني الجوع والفقر؟ وكم من نائب لم يحضر جلسات البرلمان، الا مرات قليلة، وظل مع ذلك يتمتع بامتيازاته كاملة غير منقوصة، بينما لا امتيازات تذكر لشعب كله امتياز.
نواب كثيرون ساهموا في تخريب البلد، بدلا من اعماره، ونهبوا امواله بدلا من الحفاظ عليها، وشقوا وحدة شعبه، بدلا من توحيدها، ولم يقوموا بواجبهم التشريعي والرقابي، كما ينبغي، ولم يحللوا "لقمتهم" بأداء العمل والواجب بإخلاص وصدق وتفان، بل قدموا مكاسبهم الشخصية والحزبية على واجبهم تجاه الشعب ومصالحه.
اليوم وبعد اربعٍ من السنين العجاف اصبحوا اعضاء مجلس نواب سابقين وانتهت خدمتهم "مشكولةً" ذمم بعضهم امام الله والشعب، فقد وعدوا واخلفوا، وائتمنوا وخانوا، وحنثوا باليمين، ولم يقدموا لشعبهم، الذي ينوبون عنه اي قانون يخدمه، ويرتقي بمستواه الاجتماعي والاقتصادي، ويضمن له الامن والاستقرار، او يصون دمه من الارهاب، ويحفظ امواله من النهب والفساد, نعم اصبحوا اعضاء مجلس نواب سابقين ولم يتبقَ لهم سوى الاسم وتجردوا من كل شيء وان رآهم احد المواطنين صدفة فلن يروا منه سوى الاعراض و الذم .
ان الشعب العراقي لن ينسى من قتله وارهبه، ولن ينسى من جوعه، وآذاه. ولن ينسى من اهانه واستحقره. ولن ينسى من سرق امواله، ونهب خيراته.
وسيبقى الشعب العراقي يلعن بعضهم صباحاً ومساءً ويدعو عليهم آناء الليل واطراف النهار ولن يبرىء ذمم كل من خان الامانة منهم اواستغل منصبه لمصلحته الشخصية او الحزبية.
https://telegram.me/buratha