زيد الحسن
لأكثر من خمسة عقود بل تأريخ الحكام العرب جميعاً والرؤساء والملوك العرب انفسهم في سدة الحكم ، يتوارثونه أباً عن جد رغم سماعنا بأنتخابات تجريها الدول نتائجها مضمونة لصالح الرئيس ، حتى اصبح كرسي الرئاسة وأن كان جمهوري الصفة مملوكا لعوائل الرئيس واحفادة الى أبد الابدين .
أتت اميركا بخارطة الربيع العربي لتغير هذا النهج وكان السم في عسلها واضح للبيان ، دمرت وفجرت وخربت ونهبت بأسم المحرر المنقذ ، لم تترك مفصل من مفاصل البلاد لم تجعله ككومة قش محترقة ، داعمة تهديمها العسكري بهدم اشد فتكاً وايلاما واكثر ضراوة بتسيس الجبناء لزرع الفتن ، دربت القتلة للتصفية الجسدية لكل العقول والخبرات الوطنية المخلصة ، ادخلت البلد تحت رحمة الصناديق المانحة ، كرست جل شيطنتها لجعل الناس تدور حول نفسها دوران الرحى ، بمختصر القول سحقت كل شيء بأسم الديمقراطية المزعومة .
غفلنا عن المكسب الكبير الذي حصلنا عليه والذي كان يشبه الحلم الغير قابل للتصديق وهو الخلاص من جبروت الطاغية ونظامة المجرم ، ولم نستثمر هذا الفوز الكبير والسبب والخلل فينا نحن فلم نكن نعي ماقد يحصل بعد هذا وللاسف وقعنا تحت انياب الذئاب التي ادعت الوطنية ، وبدل ان يعمر الاوغاد بلدانهم وينهضوا بشعبهم نهضة تتناسب مع ماحصلنا عليه من حرية كاملة مطلقة باعوا ضمائرهم لكل طامع طرق ابوابهم ،
وتشرذمت رجالات السياسة الوطنين الاسم العملاء في تصرفاتهم واصبحوا عملاء بمرتبة الشرف ، واما الشعب المسكين بقي لجراحاتة يلعق ويئن تحت مطرقة الخوف من المجهول ومن عودة المأساة الكبيرة التي حصلت من فتن طائفية وقومية اخرى قد تعود ،
وعاد الظلم هذه المرة يرتدي رداء الديمقراطية مصحوباً بعسكرة الشعب وجعله مليشيات وفرق يخشى احدهما الاخر .
هنا بدأ الناس بمراجعة ماحصل وبرز السؤال الاهم لم لم نستفد من الربيع العربي ؟ هذا الكابوس المرعب الذي خيم على رؤوسنا نحن العراقيين لاكثر من اربعة عقود كنا نعيش الظلم والسلطان الجائر !
او ليس علينا اغتنام هذه الفرصة الذهبية ونبني بسرعة البرق كل مادمر ونلم شتاتنا ؟ أم ان الحياة الدنيا اغرتنا ونسينا انفسنا وكل من نال منصب او جاه فرح بما نال ؟
هل اعادة هيكلة بناء الدولة صعب الى هذه الدرجة بحيث امضينا خمسة عشر سنة ندور في فلك الفشل ومن مأزق الى أخر وللجيوب البنكية لساستنا نكد ونتعب ونتحمل الموت والدمار وتضخمت اموالها تضخم السرطان بسرعتة .
ان مايملكة بعض من تسلموا السلطة في العراق وحده قادر على اعادة العراق الى وضعه الطبيعي بل حتى يفيض .
الان ليس علينا سوى ان نقول لم خان العراق ارحل ، ارحل من حيث اتيت نحن نريد بناء العراق مستذكرين ظلم الطغاة لنفرح بالخلاص منهم ومنكم ونثبت لانفسنا اننا نستحق العيش الكريم .
https://telegram.me/buratha