عبد الكريم آل شيخ حمود
أغلب الثورات الشعبية التي حدثت في التاريخ الإنساني، هي ثورات ذات طابع شعبي جماهيري حاشد؛ عكس ما يحصل من تسلق ثلة قليلة من المغامرين وطلاب السلطة والحكم حيث تطلق على إنقلابها وصف الثورة؛مثلما حصل في الكثير من دول العالم الثالث، والعراق لم يشذ عن هذا التصنيف العالمي
حينما قامت عصابات البعث الشوفيني وتحت جنح الظلام باقتحام بوابة القصر الجمهوري في السابع عشر من تموز عام ١٩٦٨ وبخيانة ضباط الجيش داخل وخارج القصر الجمهوري ؛ ولإعلانها ثورة بيضاء كما روج لها الإعلام البعثي المأجور.
عوامل نجاح أو فشل أي ثورة يكمن في توفر شروط؛أهمها وجود العقل المدبر لهذه الحركة الشعبية وهو القائد الجماهيري الذي يتقدم الصفوف ويرتقي منبر الدعوة إلى تحقيق أهداف الثورة؛التي من أجلها خرجت الجماهير الغاضبة.
الشرط الثاني لنجاح ثورة التغيير؛ هو وجود الهدفية من هذا الحراك الشعبي؛فوضوح الهدف وجعلة الغاية التي تصبوا إليها الجماهير لنيل حقوقها في العيش في حياة حرة كريمة تتحقق على أيدي الخلص من الشباب الواعي المطيع لقيادته الحكيمة،لا الانجرار وراء العواطف والتفكير المحدود الذي يفتقر إلى هذا وذاك .
مانشهده اليوم من تحرك شعبي في محافظة البصرة - مركز إقتصاد العراق الحيوي - وبعض مراكز المحافظات الجنوبية الأخرى؛قد يتطور إلى مواجهة مسلحة بين المنتفضين وقوات الأمن ؛ ويتحول إلى أعمال شغب وتدمير ماتبقى من البنية التحتية - المدمرة بنسبة كبيرة - بل قد يتحول الأمر إلى تدمير شريان الاقتصاد العراقي (النفط) وخطوط إنتاجه وامدادة على يد العناصر المندسة مستغلة حالة الهيجان وسقوط ضحايا بين الفريقين؛بلحاظ غياب الشرطين أعلاه،غياب القائد ووجود الهدفية من هذا التحرك الشعبي.
الأبواق الإعلامية المأجورة كما عهدناها فى وسائل الإعلام المختلفة وفي شبكة التواصل الإجتماعى،تصور الأحداث في المحافظات الجنوبية على أنها ثورة شعبية عارمة،سوف تحقق أهدافها في القريب العاجل،وهذا الأمر لايعدوا عن كونه،صب الزيت على النار لتأجيج صراع داخل المكون الشيعي والذين يتصدر المشهد السياسي العراقي منذ عام التغيير ٢٠٠٣.
https://telegram.me/buratha
