زيد الحسن
من متطلبات بناء حضارة أي بلد ان تكون هناك احصائيات لكل شيء ، ولكل شاردة وواردة ولايهمل جانب مهما كان بسيطا ، حتى تلك الطيور المهاجرة التي تزور البلدان يتم احصائها سنويا ، ناهيك عن القضايا المهمة التي تمس حياة الانسان ، قسم من هذه الاحصائيات يستفاد منه للوقاية من الكوارث التي قد تحصل ، وقتها يكون العلاج والحل جاهز وسريع التنفيذ وفعال .
ربما تملك الحكومة العراقية احصائيات غير دقيقة عن عدد شهداء العراق ، مدونة في سجلات تالفة هنا وهناك ، على رفوف متربة تنتظر دورها في الحرق كما هو المعتاد بعد كل سرقة يقومون بها ، وحتى ان صرح مسؤول في مؤتمر صحفي انه يعلم عدد شهداء العراق ، فلا احد يستطيع الاعتراض ومجادلته لانه لايوجد رقم حقيقي او مقارب للحقيقة بعدد الشهداء .
من هو الشهيد الذي نتحدث عنه ونريد تدوين اسمه في سجل متين ؟
ومن هم الذين نريد تدوين اعدادهم ولماذا ؟
حروبنا كثيرة وشهدائنا اكثر ، فواجعناتخلف المئات من الشهداء . الموت اصبح للعراقي عادة وامر وارد ينتظره في أي لحظة ، تفجيرات رعناء حاقدة لاترحم ، نيران صديقة تسخر بنا كل فترة ! .
الشهيد الذي اتحدث عنه ليس محصوراً بحزب او تنظيم ، بل كل من اريقت دمائه على ارض العراق بغض النظر عن انتمائه وطائفته ومن يكون ، اولادهم احياء كما حال ابائهم الشهداء ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم
هل لدى مؤسسات دولتنا احصائية بعدد اولاد شهداء العراق ؟
بالطبع كلا من يهتم بعدك يااااا علي ؟
هولاء الابناء من سمح لكم بالجلوس على الكراسي المزركشة ، وجعلكم تنعمون بفخامة العيش ورغيده ، في اعيادكم تسافرون الى منتجعات اثمانها دماء ابائهم ، والان انكرتم معرفتكم بهم بوقاحة ، ترك لكم الابناء الاعياد كلها وتمسكوا ( بعيد الغدير ) يفرحون به ويتذكرون امامهم علي عليه السلام ،
فقارنوا بينهم وبينكم ايهما اصلح عملا منكم ؟
اليوم جدد اولاد الشهداء بيعتهم ببصمة من دماء ابائهم واعلنوا البراءة منكم بملئ الفاه .
عيدنا اليوم نعلمه ونفهمه ونستشعر قدسيته ، وتجهلونه انتم ولاتعرفوا شيئاً عنه غير اسمه فقط ، وربما تسخرون منا اننا نحيه ونحبه ونعظم شأنه العظيم .
هذا يوم العهد المعهود ويوم أخذ الميثاق الموثوق ،يوم تصدح حناجرنا بحبك يااا علي ونبرئ الى الله من اعدائك ، هذا يوم قبول اعمالنا ويوم رفع شكوانا الى الله سبحانه ، يوم نجعل الله ورسوله ووصيه يأخذون لنا بثأرنا منكم لنسيانكم ايانا .
اطفال الشهداء يستمعون الى الاجداد ببراءة وهم يحكون لهم عن عيد الغدير ، يبتسم الطفل ويقول لا اريد لعبتي التي سرقها مني البرلماني صاحب الفخامة ، سرقها وسر بها وهو الان سعيد ، اوصلهم أبي ورحل غير اسف ، فهو في جنان الخلد مخلد ينتظر لم شملنا ، فيارب اجعله قريب واهلك كل من ظلم شعب العراق وايتام العراق .
https://telegram.me/buratha