زيد الحسن
تكتب الاقلام دوماً عن فساد الحكومة والبرلمان وجميع سياسيو العراق ، واصبحنا مضرباً للامثال في كثرة الفساد الذي استشرى في كل زوايا واركان الدولة ، ودائماً كان النيل من تلك الرؤوس الكبيرة التي جائت من خارج البلد شغلنا الشاغل ، ووصفناها بالذئاب الجائعة ، لا نشك ابداً بفسادهم ولا نبرئ ساحاتهم فهم قمة في الفساد ، لهم اجنداتهم واسبابهم ولا امل لنا فيهم أبداً ، فهم الرأس الكبير الذي فسد وتسرطن وعلاجه القطع والكي .
لنا مواسم في العراق ننتظرها بوله وعشق ، يجتمع الجميع على احيائها واللوذ بها من هموم الحياة ، لما لها من قدسية وكرامات ، واهم هذه المناسبات هو ( محرم الطف ) ، محرم الحزن والبكاء على ماحصل فيه من جريمة نكراء بحق الانسانية ، اعطت دروساً بالغة الأثر في نفوس البشرية جمعاء .
يتفرق الناس في احياء تلك المراسم المقدسة كل حسب طريقته ، وبعفوية ومباركة من السماء تذلل كل الصعوبات التي تمنع احياء تلك المراسيم ، تكثر الخطب الدينية والتوعوية والارشادية بهذه المناسبة ، المأذن تكبر وتهلل بأسم ( الله أكبر ) ، قلوب الناس تخشع ويمسها الحزن العميق والغالبية ترتدي السواد ،
من هم الذين يحيون هذه الشعائر المقدسة ؟
هم جسد العراق ، الذي للاسف الشديد اصابته عدوى الفساد ، بل ساعد الرؤوس الكبيرة وسهل لها فسادها وطغيانها ،
الا يمكننا الان الانتباه ؟ واصلاح هذا الجسد ؟
من غير المعقول ان يكون جسد العراق كله قد اصابته العدوى ! هنالك أناس كأنهم الذهب المصفى ، وهم في اكثر المواقع المغرية للفساد ولكن نفوسهم ابية ، قيمهم منعتهم من الانجراف والوقوع بمستنقع المفاسد المهلكة ،
واعدادهم كثيرة جداً ولطالما لمست هذا على ارض الواقع مرات ومرات .
دعوة مفتوحة الان للشد على ايادي هولاء الشرفاء وتكريمهم ومساندتهم والدعاء لهم ، ودعوة لمن سولت له النفس وانجرف مع تيار المفاسد بمراجعة نفسه واعلان التوبة النصوح ، قبل فوات الآوان بسم الله الرحمن الرحيم ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) صدق الله العظيم .
فمتى سنتغير ونحن نشاهد الويلات وغضب الله قد طالنا بسوء افعالنا ، ووصلت انذارات السماء لنا بالزلازل والهزات ، افبعد هذا انذار ؟
اخشى ان لاتقوم لنا قائمة بعد اليوم ان بقينا على عنادنا وغينا ،واخشى ان يحسبنا سيدنا وامامنا ( الحسين عليه السلام ) من المنافقين والعياذ بالله .
نتحدث دائماً عن الفرص وكيف نستغلها ، فرصتنا الان كشعب يخشى الله ان نلتف حول بعضنا البعض ، ونطهر انفسنا من براثن الشيطان ونزوات الحياة ، ونقف بوجه الرؤوس والغيلان الفاسدة ، مستلهمين دروس ثورة ( أبا عبد الله الحسين ) عليه السلام ، واسبابها ، ونعلن للجميع أننا فعلا من محبيه وفعلا نعشقه ونفهم اسباب ثورته ، ولتكن ثورته مناراً لنا نهتدي بها لنبصر نور الحرية ونقطع رأس المفسد ، ونخلع عباءة الذل بمقولة ( هيهات منه الذلة ) .
https://telegram.me/buratha