طيب العراقي
في غمرة إحتفالاتنا بعيد الغدير الأغر، يتعين أن لا ننسى أن بلدنا؛ يتعرض الى مؤامرة أمريكية خبيثة، تتمثل بالتدخل الفج السافر بشؤوننا الداخلية، ومحاولاتها المحمومة بعد الأنتخابات النيابية الأخيرة؛ لفرض حكومة تعمل وفقا لمصالحها وتوجهاتها علنا علينا.
يتمثل ذلك بوجود مبعوث الأدارة الأمريكية؛ بريت ماكغورك في العراق، ولقاءاته العلنية والمستمرة، مع القوى السياسية العراقية، شيعية وكوردية وسنية وتركمانية وأقليات، والحديث معها ترهيبا وترغيبا، بفرض تحالف الكتلة الأكبر، وفقا لما تريده الأدارة الأمريكية، ومحاولات إستبعاد قوى سياسية مهمة وفاعلة، لا لشيء إلا لأنها تمثل القوى العراقية المخلصة المجاهدة، برغم أنها تشكل ثقلا مهما في العملية السياسية، وفي الحياة العامة للعراقيين، وهي التي أستطاعت قلب المعادلة، التي أراد الأمريكان فرضها على العراق، الواجب أن نعي حجم المؤامرة، ونُفهم جماهيرنا بأبعادها، وأن ندين بشدة هذه التدخلات ونفضحها، بكل ما أوتينا من قوة ووسائل سلمية، سواء بالنشر في وسائل التواصل الأجتماعي، أو كتابة المقالات ونشرها على أوسع نطاق، أو بالأحتجاج تظاهرا، ولدى المحافل الدولية والمنظمات الأممية، ويتعين فضح المخطط الأمريكي، بتشكيل حكومة هزيلة ضعيفة تأتمر بأوامرهم، أو التهديد بتقسيمه، أو عودة المعادلة الظالمة لما قبل 2003.. حان الوقت أن نقول كفى تلاعبا بمقدراتنا، وأن العراق بلد حر مستقل ذا سيادة، وليس جمهورية موز، وأن الشعب العراقي ليس قاصرا، لتُفرض عليه الوصاية الأمريكية، وأن ما كان ممكنا عام 2003، لم يعد كذلك ونحن في عام 2018، وبعدما أستطعنا إحباط المخطط الأمريكي الأول، الذي جاء بداعش إلينا، كأداة من أدوات الأمريكان. إن من العار والشنار أن تنجر قوى سياسية شيعية، الى وحل قبول ذلك، والعمل على تنفيذه بخنوع ، وأن تعمل بإذلال على تنفيذ إرادة مكغورك أشخاصا معينين، ثبت فشلهم لدى العراقيين، لكنهم نجحوا في تلبية مصالح الأمريكان.. العراق للعراقيين جميعا، وقصة الأغلبية الوطنية أو السياسية، تعني إستبعاد قوى سياسية فاعلة ومهمة، قادرة على تقديم عطاء نزيه وشريف الى شعبنا، وإحلال من يقوم بخدمة أهداف التحالف الأمريكي الوهابي في المنطقة والعراق.. حكومة العراق القادمة؛ يجب أن تُفصل على مقاسنا نحن العراقيين جميعا ووفقا للفضاء الوطني، وليس على مقاس الأمريكان، الذين يتدخلون بفجاجة في شؤوننا الخاصة، لأنهم محملين بعقدة الأنتقام من شعبنا وقواه المجاهدة، لأنهم أستطاعوا طردهم من العراق في نهاية عام 2010، تحت وطأة ضربات المجاهدين.. الأمريكان مهما فعلوا؛ ةنهما جمعوا حولهم من عملاء وأدوات، لن يستطيعوا كسر إرادة الشعوب، وتاريخهم في أي مكان أحتلوه في العالم، يخبرنا أنهم لم يهنأوا بأي أحتلال، وفيتنام وكوريا وكمبوديا واليابان واندنوسيا، ليست إلا بعض الشواهد على خيباتهم.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
