عمر اللامي
لطالما سمعنا في الموروث الشعبي امثال جميلة جداً ومعبرة في نفس الوقت ، وفي هذا الايام العصيبة التي يمر به العراق استحضرني مثل يقول ( جايب الذيب من ذيله) وهو كناية عن من يخيب مسعاه في تحقيق امر ما والغرض منه التندر عليه ، تذكرت هذا المثل وانا اشاهد واقراً الاخبار التي تتحدث عن مبعوث الرئيس الامريكي الى العراق بريت ماكغورك .
ولعل اشد ما المني وانا اتابع زيارة ماكغورك الى العراق هو السذاجة الكبيرة التي يتمتع بها بعض القوى السياسية وهي تهلل بالاناشيد البعثية المقيتة لمبعوث ترامب وتغني له هلا بيك هلا وبجيتك هلا ، هل من المعقول ان تجهل بعض الكتل والحزاب السياسية حجم الدور الامريكي الخبيث في العراق ، وهل من المعقول انهم على درجة من الغباء السياسي تمنعهم من معرفة مقدار الشر في المشروع الامريكي في العراق .
ان من يفكر ان مبعوث ترامب جاء ليضع الحلول لايجاد حكومة قوية وطنية تنقذ العراق هو واهم بالتاكيد وكل ماعليه ان يتابع مايجري الان على حدود العراق من تحركات للعناصر الارهابية وبحماية امريكية الهدف منها استمرار الحرب التي تدر على امريكا الملايين بالاضافة الى تحقيق المكاسب السياسية للولايات المتحدة ، ولن يحتاج قادة هذه الكتل لكثير من الجهد ليعرفوا ان المشروع الامريكي هدفه الرئيس هو استكمال مشروع صفقة القرن المشبوهة ليتم حلب العراق كما حلبت دول الخليج .
ورغم كل هذه الحقائق الناصعة فان بعض من يدعي الوطنية يفكر ويعلن ان ماكغورك هو حمامة سلام لجمع الفرقاء ، ونحن نعلم ان هؤلاء باعوا انفسهم الى اكبر قوة شريرة في العالم من اجل مصالح رخيصة لاتخرج عن نطاق منصب رفيع في الحكومة القادمة ، مبعوث ترامب يا سادة ان صافحكم اليوم فسوف يبيعكم غداً ولكم في رؤساء العرب المخلوعين خير دليل على غدر وخيانة امريكا المستمر لكل حلفائها .
وهنا يبقى السوال الاهم والاكبر هل تطمح هذه القوى السياسية الى بناء عراق مستقل يمتلك سيادة وارداة وطنية ام انها ترغب ان تكون تابعاً لمن يدفع اكثر ولمن يقدم المناصب على طبق من ذهب ، الشارع العراقي بات يعرف جيدا الدور الامريكي في العراق وشاهد بام عينه الطريقة التي اتبعها الامريكان لتدمير مؤسسات العراق وكيانه كدولة ، مخدوع كل من يعتقد ان امريكا سوف تمد يدها بالخير لهذا البلد سوف تظل امريكا تشعل حروبها في لادنا من اجل ان تنعم هي بالامان وينعم حلفائها بالمنطقة بالامان المزيف الذي وعدتهم امريكا به .
في الختام اقول التاريخ لم يسجل يوما ان عميل خاضع لبلاد العم سام او غير بلاد العم سام قد أنتصر في معركة في العراق قد يكسب جولة لكنه بالتاكيد لن يربح الحرب .
https://telegram.me/buratha