زيد الحسن
الذي يجعلنا نفهم ماتخطط له امريكا هو تدخلها الدائم وباصرار في شؤن العراق ، وبادق التفاصيل ، امريكا تعتقد ان العراق مدين لها ماليا واخلاقيا ، فهم يدعون ان دماء جنودهم كانت للتحرير وليست ، للاحتلال والهيمنة وتدمير الشعوب ، وهذه الحجة مخزية ووقحة وسافلة ايضا .
اوراق المجرب لايجرب قد احترقت ، واصبح اعادة تصنيمهم من قبل الادارة الامريكية محال ، لعلمهم برفض الشارع لهم ، املاءات كثيرة وكبيرة امليت على اصنامهم عليهم تنفيذها حرفيا ودون نقاش ، تم ترويج دعاية ان فلان هو المرشح لمنصب رئاسة الوزراء ، والمرشح الصنم الحقيقي ادخل غرفة المكياج لتجميله واعداده لليلة الافصاح عنه وعن تشكيلته الوزارية .
مأزق كبير وقع فيه ساستنا ، لأن التعامل بمكيالين سيصبح واضحاً للعيان ومكشوف لابسط انسان .
امريكا التي تدعي الحرية تجلس الان جلسة ( العمة ) الشرسة في دار ابنها تاخذ زمام الامور بيدها بقسوة وبيد من حديد خوفا من ذهاب الامور بيد ( كنتها ) .
لا احد من ساسة القوم يصرخ بوجهها ويقول لها يكفي ، لقد امتلأت جيوبنا وعلينا الان التفكير بالعراق ، هي الان تصنع صنماً من نوع اخر يدعي القوة ، ليقف بوجه ايران ويرضي الطرف السني ، ويخطب في مؤتمرات صحفية يلعن فيها امريكا ليرضي الطرف الشيعي ، ترى من ستكون هذه الشخصية ( الاضحوكة ) التي ستنجبها ليلة الدخلة لمبعوث ترامب ؟
في الجانب الاخر البصرة تحترق امام اعين ساستنا ، ومكنة اعلامهم تحاول جعل الامر بصرياً فقط منعزل تماما عن الشؤون العراقية ، وكأن البصرة ولداً عاقا خالف اباه ،
لقد نسي هولاء الشرذمة ان البصرة هي بوابة العراق الاستراتيجية ، بل هي مفتاح العراق الاقتصادي ، واهلها هم صناع مجد العراق .
تمت معاقبة البصريين بتلويث مياههم ومنع العلاج الناجح عن مستشفياتهم الا بجرعات دوائية بسيطة كأنها من القرون الوسطى في عالم الطب ، وزرعوا بينهم مثيرو الشغب والعنف ليعطوا صورة ان ابناء البصرة يتصرفون بهمجية ووحشية خالية من المسؤلية والحس الوطني ، وسبب سكوت الحكومة وتقريبا جميع سياسيو العراق ، هو التمويه عما ستنتجه اجتماعاتهم وجلسات الخيانة ، التي تعقد بكثافة تحت اشراف السفير الامريكي ، لتكون قضية البصرة ملف يلهي كل وطني غيور .
هل ننتظر معجزة تنزل من السماء ، لتذكر هولاء القوم ان العراق غالي ، وعليهم الرجوع لرشدهم ، وتذكر ابائهم وتاريخهم المشرف الذي يدنسونه الان باطماعهم ؟
هل من المعيب ان يقولوا ل امريكا كفي يديك عنا ، واتفاقيتك الامنية ملغات بامر الشعب ؟
هل يخشون ان ترسل امريكا اساطيلها مرة اخرى لتدمير العراق المدمر اصلاً ؟ بالطبع كلا فهم يخشون مواقعهم ومناصبهم لا اكثر ، من ذا الذي لديه القدرة ليعمل بأرادة الشعب وينهض بالعراق وينقذه من فتنة لن تهدأ حتى تقضي على ما بقي فينا من رمق ؟
أرادة الشعب ستنتصر وشرارة الثورة الشعبية ليست بصرية فقط بل رأس اشعالها بصري ، لن يقف الا في ربوع الخضراء ، وستكون رصاصة الرحمة التي يطلقها العراقي عليكم بأسم ثوار العراق الواحد ،
وستصبح العروس ارملة من اول يوم لها في دخلتها ، اخجلوا من افعالكم واعيدوا حساباتكم قبل فوات الآوان .
https://telegram.me/buratha