سجاد العسكري
ان لكل شيء وجهان الاول ظاهر والاخر باطن ؛ اما اذا وصف احدهم بانه ذو وجه واحد فهو يتمتع بمباديء سامية وقيم عالية ؛ لتساوي سلوكه في الخفاء والعلن ؛ ومن الامور الطبيعية ان الوجه الباطن, في اكثر الاحيان يظهر بصورة لا ارادية في افعال او اقوال او عملا ما , تكشف زيف او تصنع الوجه الجميل, والكلام المعسول والفعل الطيب ؛ ليظهر للعيان حقيقة ما كان مخفي خلف الظاهر الجميل, وفي نفس الوقت يوجد من يستطيع تميز هذا , من خلال التجربة او الفطنة, او قراءة ما ينتج عن التصرفات ,هذه الحالة بداءت بالانتشار على مستوى الداخلي او الخارجي قديما كان او حديثا.
السبب النفاق والمصالح المادية التي باتت معشعشة في تفكير الدول ذات النزعة التوسعية وتدمير الشعوب , كما حدث للعراق ابان حكم البعث المجرم من فرض الحصار الاقتصادي من قبل امريكا , والحجة توجيه عقوبات على النظام واعوانه ؛لكن في حقيقة الامر ان النظام وزبانيته كانوا يتمتوع برفاهة العيش وشغفه ,وتوفركل ما لذ وطاب من وسائل الراحة!! بينما الحقيقة الشعب العراقي كان يعيش الحرمان , والذل وسوء الاحوال المعيشية وخدمات متهالكة , بالاضافة الى الخوف المرعب فيما اذا احدهم تكلم عن النظام وسياساته الخرقاء , فأنه سيتعرض الى الاعتقال , التعذيب , الاعدام , مقابر جماعية ؛ وان للتعذيب اساليب متنوعة مبتكرة ؟! او قد تكون مستوردة ممن فرض الحصار؟! السؤال هل فرض الحصار موجه لتدمير الشعب , ام لمعاقبة النظام وزبانيته ؟! عند جوابنا على السؤال تتضح لنا عدة امور منها: الوجه الحقيقي لأمريكا ؛ ليسقط قناعها ,ويحترق بأكاذيب وشعارات مزيفة , والغريب في كل مرة يحترق هذا القناع ؛ لتغيره بقناع اخر اقبح , واوسخ , مملوء باكاذيب وتفاهات للضحك على الشعوب , واوهام الحكومات !! فالرئيس الامريكي السابق اوباما وصف بسياسيته الانسانية ؟ لكن لا نعرف اين , ومتى ؟ لتحل اليوم سياسة الرئيس الامريكي ترامب , والذي يعتبر امريكا دولة مظلومة ؟!! وعلى الجميع التسديد وتعويضها على مابذلته من هزائم عسكرية في افغانستان والعراق ولبنان وغرقها في المستنقع اليمني , وتعثرها في سوريا ..., لتنصب نفسها شرطي على العالم ؟!! فمسألة تعويض امريكا المظلومة!! ادخلت الرئيس الامريكي المحترم ! في دوامة ابتزاز الدول , صفقات تقابلها عقوبات , الحماية مقابل المال , نقض الاتفاقيات , حروب تجارية , بيانات وقرارات توصف بالعنصرية , اما ما يخص سياسة العداء للعراق فقد بداءت عند حظر سبعة دول من الدخول الى امريكا من ضمنها العراق , وكذلك لمح ترامب بان (..نفط العراق يقدر قيمته 15تريليون دولار ..وان على امريكا ان تاخذ نفط العراق كله..مقابل اسقاط نظام صدام..)؛الموقف الامريكي من الحشد الشعبي الذي حقق النصر مع القوات الامنية العراقية على داعش ,ومحاولات تذويبه باي وسيلة من الوسائل وستهدافه , وابعاده عن اخذ دوره السياسي , والاساليب المتبعة لذلك :الضغط السياسي على عمالها , دعم جهة على حساب جهة , فرض شخصيات وكتل لتشكيل الكتلة الاكبر! ...وغيرها من مواقف ترامب التي كشرت عن الوجه الحقيقي لواشنطن , والرغبة الكبيرة لتقسيم العراق طائفيا او قوميا , مستثمرة الخلافات بين السياسيين ؛ لتكون وسيط على حساب مصالحها ونفوذها في العراق . ان سياسة امريكا للمرحلة القادمة هي مشاركة العالم فيما يملكون ارض, خيرات,موارد, حكم , ...وما تملك امريكا ؛لأمريكا فقط, وهذا السياسة نسفت شعارات امريكا ليسقط , ويحترق القناع الزائف.
https://telegram.me/buratha