زيد الحسن
خاتم صغير وضع في بنصر طفل لايصاله ، وكان مؤتمن عليه ، قاتل قتالاً شرساً لايصاله ولم يفرط به ، ولم يخن الامانة ، هذه فكرة الفلم الانگليزي ( سيد الخواتم ) للمؤلف ( جون تولكين ) ، لم تاتي افكار الافلام اعتباطاً بل حقائق ما تمر به الشعوب ، كأن المؤلف يحث الناس على مسألة الامانة وحب الوطن ، لقد كان عملاً اسطوريا بكل ماتحمل الكلمة من معنى .
بعد ان انتصرت القوات العراقية على داعش ، انتصاراً كبيراً بفضل سواعد الشجعان والابطال ، من كل الصنوف والتشكيلات العراقية ، وابطال الحشد الشعبي بمختلف تسمياته ، صدر بياناً من سيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي ، مفاده ان المعركة القادمة ستكون ضد الفساد ، وانه سيحارب الفاسدين ، صدق الكثير من الناس هذا الخطاب ، حتى ان البعض اخذه الحماس واوغل في وصف الرجل واطلق عليه البطل المحرر ، والى اليوم مازلنا ننتظر هولاء الفاسدين الذين اشار لهم في خطابه ، ربما نسي العبادي انه مسؤول عن العراق وان تصريحاته يجب ان تحترم وتنفذ ، الفساد ياسيادة الرئيس وصل حد النخاع ، وانت مازلت ترقد خلف خطابك الاجوف ، هيا انفض غبار الخنوع ، وارنا مالديك ، هل ستاتي بكبش فداء وتقول هذا هو الفاسد ؟
لاتستغفل الشعب فأنه على دراية تامة بمن هم الفاسدين وكيف فسدوا ، لدينا من الوعي الان مايفوق قدراتك على المعرفة ، واياك والتنصل من وعودك ، فنحن واياك سنتحاسب حساباً عسيراً .
مدننا سلمت بيد داعش من قبل من اورثوك السيادة ، وانت لم تكن ذاك الشجاع الذي يحرر البلد ، لولا تدخل المرجعية بفتواها واعطاء الجهاد ، ولولا تلبية ندائها من قبل رجال يستحقون القابك كلها التي حصلت عليها ، بفعل دمائهم الزكية .
ياسيدي انت لم تكن تحمل خاتما لايصاله ، انت حملت ( وطن ) لم تستطع ايصاله الى بر الامان بل زدت في ضياعه ، لانريد منك الان اعلان عن فاسد ولاغيره ، فقط اتركونا بسلام دعونا نعيش بامان ، ربما سيأتي احدهم وسيحمل الامانة بصدق ويخشى الله في شعبه ،
لم يعد لدى الشعب شيء لم يخسره ، خسرنا الكثير ومازلنا نخسر ، اذن فلنخسر رؤيتكم البهية وطلتكم الزكية ، ارحلوا وتوارو عن الانظار وهذه نصيحه لكم ، لعلكم تنجون من غضب الشعب لو طالكم ، اما ماتمارسونه اليوم من تمسك بمواقعكم فوالله يدعو للخجل ، مابكم الاتوجد لديكم مرآت ترون بها مقدمت اياديكم ؟
الايوجد لكم ناصح امين يرشدكم وينير لكم البصائر ، ان كنت لاتمتلك هذه المقومات انزل الى الشارع ، وشاهد بأم عينك اين اوصلت البلد !
من جحيم الى جحيم ومن فجوة الى هاوية ، ومازلت تبتسم ابتسامة المنتصر ؟ .
الخاتم الان ينتظر السبابة التي انتخبها ، ليرمي على عاتقها ثقل تركة كبيرة ، وامراض اصابت جسد العراق بفضل سياسات حمقاء مورست طوال اربعون عاماً او يزيد ، وانت ياسيادة رئيس الوزراء امنحك لقباً يليق بكَ ، انت ياسيدي ( سيد الحواسم ) .
https://telegram.me/buratha