عبد الكريم آل شيخ حمود
منذ أن تأسست هذه المستعمرة البريطانية عام 1776والتي تعرف اليوم (أمريكا) ،التي حوت في مكونها الشعبي،اللصوص، والمغامرين، والباحثين عن الثراء والمجرمين؛ إذن هي ليست أمه من الأمم وإنما قوم من أصول أوربية وآسيوية ،نزحوا الى هذا العالم الجديد الذي صوره الإعلام آنذاك بأنه أرض الأحلام،فهاجر إليه الكثيرين.
بدأ هؤلاء القوم ذوي النزهه الاستعمارية من إبادة السكان الأصليين في حروب مفتعلة على الأرض ومصادر الثروة المعدنية، حيث وصل عدد ضحايا حوادث القتل الى حوالي 18مليون هندي أحمر الى عام 1924 ؛ كانوا يتعاملون معهم كالطرائد ،حيث كان الرجل يعرض قتلاه أمام الملأ بكل شموخ وكبرياء الفاتح الجديد.
هذا التاريخ الأسود الملطخ دائما باللون الأحمر القانٍ لضحايا وحروب دولة الإرهاب والجريمة،قد إستهوى الحركة الصهيونية والمتمثل بجماعة الضغط اليهودي عام 1887 ، من تأسيس أول جماعة لوبي يهودي في امريكا؛وقد لعب الفكر المسيحي الأصولي دورا محوريا في دعم هذا الوجود على الأرض الجديدة لاعتبارات دينية مسيحية متطرفة؛إذن هناك علاقة جدلية بين أمريكا والصهيونية العالمية ، فلا الصهيونية العالمية تتخلى عن امريكا ولا أمريكا تترك الصهيونية العالمية،فبقاء الأول مرهون ببقاء الثاني.
وسائل الجذب الأمريكي متعددة ومتنوعة،وحسب أهمية الهدف المراد جذبه الى الحاضن الأمريكي ، فالبعض تتخذه وسيلة تحارب به خصومها،ينتهي دورة بانتهاء المهمة الموكلة إليه،نجاحا أو فشلاً، وطاغية العراق المقبور صدام المجرم مثالها الأول ؛والبعض الآخر تعتبرة حليفا ستراتيجياً يأتمر بأوامرها وينعم بأمنها وحمايتها ،ليس لأهميتها وإنما حارسا وحاميا لمصادر الثروة المعدنية والنفط والغاز الطبيعي أهم عناوينها؛السعودية وممالك الخليج مثالها؛والمثال الآخر الذي هو محل البحث هو السلطة والجاه ذات البريق الآمع، والذي يستهوي الكثيرين ، ومثالنا العراقي هو إحدى أهم مصاديقه ،فالمهم هو أن يمسك البعض زمام الأمور ليجني بها وسائل الثراء والمنعه.
بعد هذه المقدمة التاريخية عن الفكر الأميريكي المبطن بالتضليل والخداع وحسن إختيار وسائلها للهيمنة على الشعوب ؛ علينا أن لانعجب إذا سار البعض من سياسيي العراق اليوم في فلك الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها وعملوا جاهدين على تنفيذ أجنداتها الخبيثة؛ لأن وسائل الإغراء لامعة البريق؛والسلطة والجاه هي إحدى أهم وسائل الترغيب التي تتبعها مع البعض ممن أصيبوا بمركب النقص ،ونقص عامل الوطنية والشعور بالمسؤولية تجاه البلد.
الأمر يحتاج إلى صحوة شعب ذاق الأمرين، من سياسييه على مدى خمسة عشر عاماً لم يقدموا مشروعا وطنياً ،ينقذ العراق من حالة الإنطواء والنكوص والتبعية للمشاريع الأمريكية الجاهزة تماشياً مع ظرف المنطقة والعالم.
https://telegram.me/buratha
