سجاد العسكري
عادة المشاريع الكبيرة تبداء بخطوات صغيرة , وتاخذ هذه الخطوات اثر ما لتتدرج وفق مسار مخطط لتصل الى برنامج , ومن ثم وحسب الظروف الى مشروع , وقد يتحول المشروع الى عدة مشاريع لتكون استيراتيجيات وبروتوكلات متعارفة لا يمكن الاستغناء عنها , وسمعنا عبر التاريخ - ليس ببعيد- لسياسات تبدو طيبة وطبيعية !! تهدف الى تقسيم واضعاف الدول, التي تستخدمها حكومات الدول ذات النزعة التوسعية بقيادة امريكا ؛فنحن مقبلين على اعتاب سايكس بيكو جديد , ووعد بلفور من نوع اخر؟! والخطة هو تقسيم المقسم , وتفتيت المفتت , والمستهدف هذه المرة بصورة مباشرة العالم الاسلامي الهش!! وخصوصا ان المنطقة شهدت احداث وحروب دامية منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي , وصولا الى يومنا هذا لنشهد تنفيذ هذه الخطة , وقد وصف هذا المخطط العقل المدبر للعديد من استراتيجيات حزب الليكود الذي يهيمن على الحكم حاليًا في الكيان الصهيوني , وعميل للمخابرات والخارجية الإسرائيلية (عوديد ينون) ورأى (سوريا مقسمة لـ4 دويلات: سنية في دمشق، وأخرى في حلب، ودرزية في الجنوب، وعلوية على الساحل، وتصور أن المغرب العربي سيُقسَّم بين العرب والبربر، أما الأردن فاعتبرها وطن المستقبل للفلسطينيين بعد سقوط مُلك الهاشميين، وأما الخليج العربي فوصفه بـ(قصور على الرمال): نخب حاكمة في أبراج عاجية – السكان أغلبهم من جنسيات أجنبية– جيوش ضعيفة) وكلام كثير حول سياساتهم التفتيتية للمنطقة والمسلمين خصوصا . ولكن السؤال ماذا اعد حكام المنطقة والعالم الاسلامي للمواجهة ؟ سوى العيش باحلام نظرية المؤامرة لأخذ السلطة ,ومادام متربعين على كرسي الحكم لا يهمهم مايدور خلف الكراسي !! وكيف لا , والمنطقة في الاصل تم تقسيمها بعيدا عن تطلعات وتوجهات الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية ؛ لتتقاسمها نفس الدول التي تسعى للتقسيم والتفتيت, والنتيجة اضعاف واحكام السيطرة على عالمنا الاسلامي والعربي!! وفي المقابل هنالك من فهم (اللعبة التفتيتية), وخصوصا اصحاب مشروع المرجعية الرشيدة , فوقفت بموقف الضد من هذه السياسات , عبر فتح افاق الوحدة الاسلامية من خلال وحدة الكلمة وتوحيد الخطاب الديني والسياسي , وتحذيرهم من استغلال نزاعات وخلافات دينية ,وسياسية طائفية لتفريق وتمزيق الامة الاسلامية , واحست دول الاستكبار العالمي بخطورة هذا المشروع , وخصوصا مع قيام الثورة الاسلامية في ايران, وتسنم الحكم فيها للمرشد الاعلى وهو مرجع ديني, والتي سعت تذوب جليد الفرقة لتحوله الى ماء بارد منسجم , وتقلل الفجوة الحاصلة بين المسلمين , وتشكل خط المقاومة والرفض لسياسات النزاعات والتقسيم في المنطقة , وتتوحد الرؤى والاهداف للمرجعية الرشيدة في عموم العالم الاسلامي الشيعي مع انظمام الاصوات المعتدلة من باقي المسلمين , بعد الدراية بسياسة وادارة التقسيم من امريكا والمتخاذلين من الحكام ورجال الدين مدفوعي الثمن ؛ ليتم تحذيرهم وفضيحتهم بين الملاء ؟!! فالسياسة الجديدة لا تستهدف ادواتهم عبيدهم الحكام وموقفهم المطيع الاهث المتملق ؛ بل تستهدف تقسيم واضعاف المرجعية الرشيدة , عبر دس ودعم رجال دين مجهولين وادعائهم الاجتهاد ومن ثم التمرجع! وكذلك فرض العقوبات والحصار, وسلب حقوق للضغط على الشعوب التي تحب وتوالي المرجعية ؛ لتشويه صورة المرجعية الرشيدة , بالاضافة الى تكريس الانقسامات بين المكون الواحد الشيعي الشيعي ,والسني السني , والكردي كردي , على اسس طائفية وقومية وحتى دينية , وهو ماينذر بخطورة التفتيت بعد المرور بالتقسيم؟! فناقوس الخطر اخذ بالدق منذ الانتخابات وتزويرها الى نزاع تشكيل الكتلة الاكبر , لتنفجر البصرة , مع لهو السياسيين وغفلتهم ونزاعهم على من يستحوذ على السلطة , والمحرك لأدوات اللعبة يتفرج ليفرض اجندته , او تخرج الجماهير عن السيطرة ودس البعض لتشويه المطالب والحقوق المشروعة , لذا فعلى اهل البصرة وجميع في محافظات العراق اولا: الالتفاف حول المرجعية , وثانيا : تشكيل فريق عمل كما البصرة في كل محافظة مع الخبراء للوقوف على واقع الخدمات ومعالجتها , وثالثا: الحفاظ على الممتلكات العامة وعدم الانجرار خلف المخربين المندسين . وبهذا ارادوا التشويه والتسقيط فينقلب الى موقف الاصطفاف والالتفاف حول القيادة الحقيقية , لأفشال مشروع التقسيم والتفتيت ,الذي يبداء بالفوضى والاظطراب .
https://telegram.me/buratha