المقالات

ألبصرة والمؤامرة المخفية 


خالد القيسي
تشهد الناس في بلدنا بركانا ، يتململ وتتطاير حممه وتنتظر انفجاره، مجسدا في الغليان السريع في مظاهرات البصرة اتي تعاني منذ الازل من ملوحة المياه ، والتي تخطت المألوف وحطمت كل شيء من حولها، مقرات لأحزاب ،بناية الحكومة المحلية { المحافظة }، دور سكنية ، بحرائق حولتها الى أنقاض ، وكأن هذه الجمادات هي المسؤولة عن ما غفلت عنه الحكومة المحلية ، وسرقتها ألأموال ألمخصصة للخدمات والاعمار والتطوير ، والحكومة المركزية بتقاعسها عن المتابعة والمحاسبة والتلكوء في تقديم الأموال ، بفعل الفساد الذي ضرب بقرونه في كل الاتجاهات ،وبرلمانها الذي يشرع لاعضائه ما هو مفيد، اضافة الى ما يكلف الخزينة النائب الواحد مليار وأربعة مائة مليون دينار سنويا .( 1)
الحكومة ممثلة ظاهريا بالشيعة التي تنظر بعيونها وتشاهد ما يجري منذ خمسة عشر عام من مؤامرات ، وتقف مكتوفة ألايدي ، بلغ مداها الاقصى في تعاضد الأمريكان واسرائيل ودول الخليج ممثلة في السعودية وهم يقذفون الشرالمستطير الذي لا يهدأ حتى تؤد التجربة التي ولدت في نيسان 2003 .
كانت الوسائل المتعددة القديمة والمبتكرة التي تعامل بها هؤلاء ، تتصاعد من اشعال الفتنة الطائفية بين جناحي الوطن ، وادخال الضواري المتوحشة التي فتكت وبصورة مخيفة في جسد البلد ، لم يبقى بيت أو مسجد أو زرع أو تراث الا دمر، ناهيك عشرات ألآلاف من الضحايا الابرياء التي قبرت بوسائلهم ألدنيئة ، واستعداء دول الجوار بتقليل حصة المياه من المصدر، ساعدتها الطبيعة في قلة الامطار، وزيادة ألاحتباس الحراري، ثبت ما تقدم من افعال حجة ودليل على معاقبة ألشعب العراقي .
المنصف لما يراه في مشاكلنا الاقتصادية والسياسة والاجتماعية في ضوء تجربة ما حدث ويحدث من أخطاء تقع على عاتق السعودية وحلفائها اسرائيل وأمريكا ،بتغذية وخلق المشاكل التي حلها البلد بسواعد ابنائه وبكثير من دمائهم ،وفي المقدمة منهم الحشد الشعبي التي تعمل السعودية وباصرارعلى تحجيم دوره باشاعات مبالغ فيها وكاذبة ،وخيالات بعيدةعن الواقع في خوف ما تراه انه حزب الله ثاني مجاور لها .
يؤسفني ألقول ان ما لحق من أذى بالحشد كانت الشيعة أعجز من دفعه ، أو حتى ألاعتراض على الاصوات النشاز التي تطالب بحله ! وها هي الحشود الهائجة تحرق مقراته بفعل المندسين من بقايا تحالف ألبعث ومرتزقة المال الخليجي والانسياق الانفعالي من بعض المتظاهرين .
ان جمرة الخبث حكام آل سعود ، ورجز شياطين الفكر التكفيري ، استغلت ما يعانيه الشعب العراقي من نقص في الخدمات والماء والكهرباء فالقت جمرات الحقد بين الناس المحقة في مطاليبها ، لاشعال قتال شيعي شيعي وتدمير مدنهم وقتل أبنائهم ،وكسر العلاقة بينهم والحشد الشعبي، قد تصل في مدياتها الى ألمقدسات ، وهذا ما تريده الوهابية في السر والعلن .
هذا الترتيب الدولي المتناسق يشد أزره اعلام خليجي وبيد بعض من كتاب وفضائيات مرتزقة تدعي انها عراقية ، تحاول اسقاط الحشد باعين لناس ،والاساءة الى مشاعرهم بنقل الكلام المحرف وعدم الدقة في نقل الحقائق وتشويهها . 
الندامة لا تغني عندما تنحرف التظاهرت عن مراميها ، واذا علا صراخها ، واشتد سعيرها ، حينئذ لا يمكن تدارك الموقف وما يحدث ، وكما حصل في سوريا طلاب ابتدائية تكتب على الحائط شعارات ضد الدولة الى أن صارت نار أشعلت سوريا كلها . 
(1) حوار النائب مشعان الجبوري مع احدى الفضائيات العراقية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك