طيب العراقي
• بعد ان اشتد الوطيس، وحمى النزال، ومرت ثلاث ايام بلياليها، تكسرت فيها السيوف، وانثنت الرماح، وكثر القتل، في معركة الجمل، نادى الامام علي عليه السلام، ان اعقلوا الجمل فأنه شيطان..عقل الجمل كان نقطة نهاية الحرب والفتنة، التي كانت اول حرب تشق عصى المسلمين، وتفرقهم، وتبدد شملهم، والتي كان نتاجها حروب اخرى، كالنهروان، وصفين، والحرَةِ، وكربلاء والى اليوم.
• تحديد الرأس المشؤوم لقطعه، والتصويب بدقة على الفايروس القاتل لأستأصاله، هو الطريق الناجع، لانهاء العبث بمقدرات شعبنا، وقطع الطريق على تدخلات السفارات االأمريكية والبريطانية والسعودية، وقنصلياتها في البصرة، بعد أن ثبت بأدلة قاطعة، أنها وراء الفتنة الأخيرة، وأنها كانت الوكر الذي أنطلقت منه مؤامرة إحراق البصرة، توطئة لإحراق العراق كله، لكي يجلس العبادي على كرسي من الرماد!
• على من بقي في وجوههم بعض من سيماء الكرامة، من الساسة العراقيين وبشكل حاسم وواضح، الاتفاق على عدم جواز الاستعانة أو الاستقواء بالخارج؛ مهما كانت الدوافع، واعتبار ذلك جريمة وخيانة، خاصة الاستعانة بالدول التي لها تاريخ أسود، بالتعاطي مع قضايانا المصيرية، كأمريكا وبريطانيا ومهلكة آل سعود.. فكيف لعاقل أن يتصور، من أن هؤلاء يمكن ينصروا حقا، إلا ما يصب في إطار مصالحهم المشبوهة؟
• المؤامرة الأمريكية البريطانية السعودية، والتي أوكل تنفيذها الى العبادي، كانت وما تزال كبيرة، وفصولها لم تنته بعد، والذي تم تنفيذه بإحراق مؤسسات الحشد، ومقرات المقاومة في البصرة، هو الصفحة الثانية منها، إذ أن الصفحة الأولى جرى تنفيذها على قدم وساق، طيلة الأربع سنوات المنصرمة، بالإستيلاء على الدولة مباشر أو بالوكالة، وبالتضييق على الحشد الشعبي، من قبل العبادي والشلة المتآمرة التي تحيطه، حيث أتخذ التضييق سبلا عديدة، كان في مقدمتها السعي لمنع الحشد، من المشاركة في كثير من المعارك وتقييد حركته، ومنع تجهيزه وتسليحه، بأسلحة قادرة على مواجه العدو، والتخلي عن دعمه لوجستيا الى حد الصفر، ثم التضييق المالي والأداري، وأقل مصداق لذلك قصة رواتب مجاهدي الحشد المعروفة.
• لكي نعقل جمال الفتنة، ثمة ضرورة عاجلة وقصوى، لإغلاق مقرات القنصليات الأمريكية والبريطانية والسعودية في البصرة، وهذا ضرورة ملحة جدا، بل واجب سيادي يفترض القيام به فورا، إذ أنها بالحقيقة لا تؤدي واجبات قنصلية، بل هي أوكار مخابراتية مكشوفة، إذ انها لا تمنح الفيزة للمسافرين العراقيين الى بلدانها قط، وهي مسؤولة بشكل مباشر، عن كل الذي حدث بالبصرة، وسيكون من شأن بقائها، إطلاق يدها بالعبث بمقدرات العراق والعراقيين!
• يتعين الفصل، بين موقفنا من المضلِّل المخادع، والمضلَّل المخدوع..ويجب أن نقوم بإبعاد من أجج نار الفتنة ودعا لها، عن البسطاء والعامة الذين وقعوا فريسة سهلة، لتظليل قيادات سياسية عميلة، تركتهم في صدارة مشهد رهيب، وأختبأت تحت عناوين "الوطنية"، بينما هم بالحقيقة لم يكونوا إلا أدوات بيد السفارات والقنصليات!
https://telegram.me/buratha
