المقالات

العبادي والغصص، بعد ضياعه للفرص..!

2349 2018-09-11

كاظم الخطيب

رجل سقطت في أحضانه- بين ليلة وضحاها- سلطة أكبر من حجمه، وأعظم من همته، وأوسع من مدارك فهمه، تتطلب أهم عنصرين كان يفتقر لهما، الإقدام والثقة بالنفس.

توفرت لهذا الرجل عوامل نجاح، لم يكن له دور مميز فيها، بل كان وكما يقول المثل الشعبي" حديدة عن الطنطل"، فقد أسعفته فتوى الجهاد الكفائي؛ التي أطلقها المرجع الكبير، زعيم الحوزة الدينية في النجف الأشرف، سماحة أية الله العظمى السيد علي السيستاني( دام ظله) وقيام عشرات الآلاف من خيرة أبناء العراق بالتطوع للقتال جنباً إلى جنب مع إخوانهم من أبطال الجيش العراقي.

كما حصل على تخويل من المرجعية، وبتأييد مطلق من الشعب، بأن له اليد الطولى، والدعم المطلق لمحاربة الفساد، والعمل على إصلاح النظام السياسي، وقد عبرت المرجعية عن ذلك، بعبارة واضحة، وإشارة قادحة، أن" إضرب بيد من حديد". لكن الرجل لم يكن أهلاً لها.

لقد فوت على نفسه وعلى البلاد فرصة التغيير المنشود، بتفويته الفرص الملائمة للقيام بذلك التغيير، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشاكل، وشل يد الدولة عن تقديم الخدمات لأبنائها، بسبب الفساد الحكومي، والمؤسساتي.

كان حيدر العبادي من أكثر- بل أكثرهم على الإطلاق- السياسيين الذين حصلوا على الدعم والتأييد، وعلى وفرة من فرص النجاح والفوز بالمقبولية اللازمة لحصوله على الولاية الثانية، على غرار سلفه المغرور- الذي سلم ثلث العراق لداعش- لكنه - العبادي- عمد إلى تبديد تلك الفرص، وتشتيت ذلك الدعم، وإهدار مطلق التأييد، كالتي أنقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.

راهن العبادي على التأييد الخارجي، من خلال الإيحاء المبطن تارة، والتأييد المعلن تارة أخرى؛ بأن الولاية الثانية سوف تكون من نصيبه هو لا محالة.

عندما قالت أمريكا أنها تريد حكومة في العراق تتقاطع مع المصالح الإيرانية، سارع في إعلان تعاطفه مع إيران- خبثاً- وإلتزامه بتطبيق قرار الحصار الأحادي عليها- جبناً وطمعاً- وعندما إندلعت التظاهرات في البصرة، غض عنها البصر، آملاً في أن تتطور الأمور، كما تطورت في المحافظات الغربية، عندما عبر المالكي عنها بأنها" فقاعات" والهدف من ذلك؛ هو توجيه خارجي له بإستخدام "القوة الناعمة" للقفز علي العقبات التي تحول بينه وبين الولاية الثانية، من خلال إشاعة الفوضى، وإحراج الجمهور السياسي المنشغل بتشكيل الكتلة الأكبر، وقطع الطريق عليهم، بإعلان حكومة طوارئ.

واجه مشروع العبادي الرامي إلى إعلان حكومة الطوارئ، مد إصلاحي مرجعي، كشف عورة الحكومات المحلية لحكومة العبادي، وتقصيرها المتعمد في تقديم الخدمات والرامي إلى إثارة حفيظة الشارع البصري خاصة، والشارع العراقي بوجه عام.

من جهة أخرى واجه العبادي إرادة صلبة وعزيمة ثابتة، من رجال قد خبر فعلهم، هو ومن كان يقف وراءه من الراغبين في توليه الولاية الثانية، أو النجاح في إعلان حكومة الطوارئ.

كانت تلك الإرادة الصلبة والعزيمة الثابتة، هي صخرة الحشد الشعبي التي تحطمت عليها أحلام أمريكا والسعودية، وكل دول الجوار، وعملاء الداخل- من قبل- والتي تمثلت بداعش الكفر والإلحاد، وهاهي الصخرة ذاتها اليوم وهي تحيل مخططه إلى ذرات من تراب، ولمحات من سراب.

لابد للشعب العراقي- بشكل عام- والجمهور الشيعي- بشكل خاص- أن يعوا بأن مفردات الخلاص إنما تتلخص في التمسك بحكمة المرجعية التي أثبتت أبوتها لكافة أبناء العراق، على إختلاف أديانهم، وقومياتهم، ومذاهبهم، والمحافظة على قوة الحشد الشعبي، والركون إليها في أوقات الشدة والمحن، كونها الظهير الأمين، والسند المتين، لجيشنا الباسل وقواتنا الأمنية.

سلم مجتمعي، ووعي شعبي، وقيادة حكيمة، وفطرة سليمة، وأحزاب وطنية، وإدارة مهنية؛ كفيلة بالقضاء على الفساد، وإنتشال العباد والبلاد من حالة الإنحطاط، إلى أسمى درجات التقدم ومراتب والرقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك