المقالات

محرم الحرام بين السياسة والقتال 


أمجد الفتلاوي 

 شهر محرم،  هو اول شهر من الأشهر الهجرية؛ وأحد الأربعة أشهر الحرم؛ التي حرم الله فيها القتال ،واشار لذلك في محكم كتابه تعالى :

(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ  وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) سورة التوبة 36.

هذا الشهر الفضيل امتاز بغرت يومه العاشر ؛يوم عاشوراء، وهو يوم تعظمه اليهود والنصارى؛ ويستحب به الصيام، وزادت أهمية لواقعة كربلاء فيه؛ حيث كان الحكم انذاك ليزيد بن معاوية، الحكم الأموي؛ الذي تميز بأخذ الحكم بالقوة، والأبتعاد عن التعاليم الأسلامية ؛ يروي حياة ،فسق، وفجور ،ومجن؛ تميز هذا الحكم بعدة وقائع اشهرها ؛ واقعة الحرة ،واستباحة لدماء أهل المدينة، واخرها ،واقعة، مكة، وهدم الكعبة بالمنجنيق ؛واكبرها  واقعة كربلاء ؛هذه الواقعة التي

 كان لها الدور الكبير؛ وتركت اثارا سياسية ،وفكرية، وثقافية هامة حيث أصبح شعار (يالثارات الحسين) عاملا مهما في تبلور ثقافة الأسلام والمسلين.

 في عدم الخنوع ،ومقارعة الظلم ،والفساد ؛حيث اصبحت نتائجها ،ثمثل قيمة روحانية ذات معاني كبيرة من التضحية؛ والحق ،والحرية .

 أمتدت نتائج هذه الثورة الحسينية ضد الظلم؛ لتكون منارا لتعبئة الشعوب، وهذا ماحصل فعلا بقيام الثورة الأيرانية وقيام الجمهورية الأسلامية؛ التي كانت الشعلة التي تعبئ الشعب الأيراني بروح التصدي لنظام الشاه الظالم انذاك.

 عاشوراء مدرسة، نستلهم منها ومن فيوضاتها كل المعاني الإنسانية النبيلة، وأسمى مصداق لتلك المعاني النبيلة ما هو مرتبط بالكرامة الإنسانية.

وبأختلاف الأزمان وبأختلاف الشخصوص نرى كيف تتجدد عاشوراء فاليوم نرى قوى الأستكبار تسيطر على مقاليد القوى العسكرية ؛والأقتصادية وباتت تسيطر على مقدرات الشعوب المستعضفة؛ وباتت تسعى الى اذلال الشعوب وتركيعها .

الا أن مدرسة عاشوراء كانت ولازالت؛ المدرسة التي يستلهم منها شيعة اهل البيت قوتهم: وهذا مااثبته المقاومة اللبنانية؛ التي استحضرت روح عاشوراء؛ لتذل الكيان الصهيوني ،خامس اكبر قوة عسكرية  عالميا ذ،في معركة يوليو ٢٠٠٦.

ولتعيد الثورة الحسينية نفسها بروحها الثائرة على الظلم والطغيان ؛بفتوى اية من ايات الله السيد السيسيتاني بمخطط صهيو امريكي ؛لاستباحة العراق ونهب خيراته وسبي نسائه ؛لكن ابى شيعة أهل بيته الا ان يقولوا للعالم اجمع ان كبرياء الدم باستطاعة ان ينتصر على جبروت السيف ؛وان عاشوراء التي بذل  الحسين (عليه السلام) الغالي والنفيس ستبقى صرخة مدوية في ضمير الإنسانية ومناراً للروح، رغم أنف الطغاة والمستكبرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك