فؤاد الطيب
أيها الناس .. لقد أصبحت سلطانا عليكم فاعبدوني .. واجلسوا فوق رصيف الصبر حتى تبصروني ... مقطع قصير من قصيدة السياف للشاعر نزار قباني , يجسد ثقافة الدكتاتورية والصنمية بكل أشكالها , حقيقة لا اعرف متى نتخلص من ثقافة الرجل الأوحد والمرشح الأوحد والصنم الأوحد والحاكم الذي لا بديل له في التاريخ , وكأن نساء العالم ما ولدن غيره ولا مثله لا قبله ولا بعده , فهو ربنا الأعلى وحاكمنا وقائدنا ورئيسنا وسيدنا , وليس لنا سواه حاكما ومرشحا في التاريخ على مر العصور .
ويشتد الصراع بكل أمواجه على منصب رئيس الوزراء والمناصب السيادية الأخرى , الأمر الذي لا يحدث له مثيل إلا في دولة اسمها العراق , فأنا أو الطوفان من بعدي , حيث تناولت وسائل الإعلام العراقية مئات التصريحات والأخبار والبيانات الصادرة من هذه الكتلة أو تلك إن مرشحنا الوحيد هو فلان , ولنقل وعلى سبيل المثال , العبادي , وكان المتحدث باسم ائتلاف النصر , حسين العادلي , قد أعلن لأكثر من مرة عن ترشيح رئيس الوزراء حيدر العبادي ، لرئاسة الحكومة مجددا ، نظرا لنجاحه في إدارة الحرب والسلم والاقتصاد، إضافة إلى قدرته على تحقيق الخدمات وتأمين الاستقرار والحفاظ على مصالح العراق العليا , وان مشروع ائتلاف النصر انقادي للبلاد كي لا يتضرر بسياسة المحاور الإقليمية الدولية .
حقيقة لا اعرف كيف أقارن بين هذا التصريح الشامل لشخص السيد العبادي , الذي يقابله دمار شامل في كل مرافق الحياة بالعراق , ولعل ما حدث في البصرة مؤخرا كان اخطر الشواهد على دارته , وقد مررنا بذات التجربة التي عاصرناها مع السيد المالكي , والذي كان يتميز بشجاعة كبيرة في اتخاذ القرارات , إلا انه رغم ذلك , قاتل قتال الصحابة للفوز بولاية ثالثة , واستخدم اخطر الأوراق حتى انتهى بنا الأمر تحت قبضت مجرمي داعش .
نحن اليوم بحاجة للتخلص من ثقافة الحزب الواحد والإله الواحد والسيد الواحد والقائد الضرورة , كفانا نسحق أمنياتنا وأبناءنا وأحلامنا وجميع أجيالنا القادمة من اجل رجل واحد , كفانا نرضى بالقليل ونصمت عن الكثير ونترك لعقولنا الأحلام بمستقبل مجهول الهوية والنسب , وبالتالي لا نرى إلا رجلا واحدا بيده خيوط اللعبة الإدارية للبلاد .
لقد جلسنا طويلا على أرصفة الصبر , وانتظرنا طويلا على أمل ن يأتي رجل يحكم هذا الشعب الذي افقدوه معنى الحياة الرغيدة وتحولت حياتنا إلى مكبا للنفايات بسبب الإدارات السيئة للحكومات التي تعاقبت علينا , لقد نفذ صبر الجائعين والجالسين على الأرصفة ينتظرون , فاحذروا من القادم سادتي
https://telegram.me/buratha
