المقالات

ثقافة المرشح الوحيد والصنمية متى تغادرنا ؟ 

1098 2018-09-15

فؤاد الطيب 

أيها الناس .. لقد أصبحت سلطانا عليكم فاعبدوني .. واجلسوا فوق رصيف الصبر حتى تبصروني ... مقطع قصير من قصيدة السياف للشاعر نزار قباني , يجسد ثقافة الدكتاتورية والصنمية بكل أشكالها , حقيقة لا اعرف متى نتخلص من ثقافة الرجل الأوحد والمرشح الأوحد والصنم الأوحد والحاكم الذي لا بديل له في التاريخ , وكأن نساء العالم ما ولدن غيره ولا مثله لا قبله ولا بعده , فهو ربنا الأعلى وحاكمنا وقائدنا ورئيسنا وسيدنا , وليس لنا سواه حاكما ومرشحا في التاريخ على مر العصور . 
ويشتد الصراع بكل أمواجه على منصب رئيس الوزراء والمناصب السيادية الأخرى , الأمر الذي لا يحدث له مثيل إلا في دولة اسمها العراق , فأنا أو الطوفان من بعدي , حيث تناولت وسائل الإعلام العراقية مئات التصريحات والأخبار والبيانات الصادرة من هذه الكتلة أو تلك إن مرشحنا الوحيد هو فلان , ولنقل وعلى سبيل المثال , العبادي , وكان المتحدث باسم ائتلاف النصر , حسين العادلي , قد أعلن لأكثر من مرة عن ترشيح رئيس الوزراء حيدر العبادي ، لرئاسة الحكومة مجددا ، نظرا لنجاحه في إدارة الحرب والسلم والاقتصاد، إضافة إلى قدرته على تحقيق الخدمات وتأمين الاستقرار والحفاظ على مصالح العراق العليا , وان مشروع ائتلاف النصر انقادي للبلاد كي لا يتضرر بسياسة المحاور الإقليمية الدولية .

حقيقة لا اعرف كيف أقارن بين هذا التصريح الشامل لشخص السيد العبادي , الذي يقابله دمار شامل في كل مرافق الحياة بالعراق , ولعل ما حدث في البصرة مؤخرا كان اخطر الشواهد على دارته , وقد مررنا بذات التجربة التي عاصرناها مع السيد المالكي , والذي كان يتميز بشجاعة كبيرة في اتخاذ القرارات , إلا انه رغم ذلك , قاتل قتال الصحابة للفوز بولاية ثالثة , واستخدم اخطر الأوراق حتى انتهى بنا الأمر تحت قبضت مجرمي داعش . 
نحن اليوم بحاجة للتخلص من ثقافة الحزب الواحد والإله الواحد والسيد الواحد والقائد الضرورة , كفانا نسحق أمنياتنا وأبناءنا وأحلامنا وجميع أجيالنا القادمة من اجل رجل واحد , كفانا نرضى بالقليل ونصمت عن الكثير ونترك لعقولنا الأحلام بمستقبل مجهول الهوية والنسب , وبالتالي لا نرى إلا رجلا واحدا بيده خيوط اللعبة الإدارية للبلاد . 
لقد جلسنا طويلا على أرصفة الصبر , وانتظرنا طويلا على أمل ن يأتي رجل يحكم هذا الشعب الذي افقدوه معنى الحياة الرغيدة وتحولت حياتنا إلى مكبا للنفايات بسبب الإدارات السيئة للحكومات التي تعاقبت علينا , لقد نفذ صبر الجائعين والجالسين على الأرصفة ينتظرون , فاحذروا من القادم سادتي 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك