زيد الحسن .
الاطار العام هو ديمقراطية مابعدها ديمقراطية ، ساسة منتخبون اعتلوا منصات الخطابة واعلنوا للشعب انهم يمثلونهم ، الامر حقيقي حسب رؤيتهم وكما فهمه المراقبون من خارج حدود البلد .
لم يسبقنا سابق فيما وصلنا اليه لا في التاريخ القديم ولا المعاصر ، محتلون من قبل رجالات على رؤوس الاصابع يعدون ، يديرون كفة ميزانهم الفاسد في أي اتجاه فيه ربح دون خسارة ، الأمر المحير هو من أين يأتون بهذه القوة الجبارة في التلون ؟ اما احاديثهم فلم تعد مقنعة لطفل رضيع ، ولهم القدرة على تغييب الشرفاء من زملائهم وايهام الناس أن الجميع في مركب الفساد يرتعون ، ولقد صرح بهذا يوما احد النواب علنا في لقاء متلفز ، وهذا ظلم لبعض الساسة ففيهم الشريف النزيه الذي مازال يصارع الامرين في طغيانهم ويحاول بشتى السبل اظهار الحق واعلاء كلمته ، رغم حجم آلتهم الاعلامية وفسادها الاخلاقي .
تعصف بنا هذه الفترة غمامة سوداء تميت كل أمل لنا في اعادة ما كسبناه من حرية سقت لنا عطش عقود طوال لها .
كيف لنا التفريط بها بهذه السهولة وتمكين بعض الفاسدين من رقابنا مرة اخرى والمثل يقول لايلدغ مؤمن من جحر مرتين .
شكونا كثيراً من بند المحاصصة وثبت للجميع ان هذا المصطلح لم يجلب للجميع سوى الشر ، وبكل اشكاله ونبذها جميع السياسين امام الناس ومارسوها في نفس الوقت ! ترى هل علينا السكوت هذه المرة ، وبلادنا تضيع امام انظارنا ؟ .
يرى البعض على ان يستقيل الشرفاء من الساسة ، حتى لاتثبت عليهم صفة المشاركة في ضياع البلد ، وهذا غير مقبول اطلاقاً فلو انسحب الخيرين وتركوا لهم الحبل ، لمسدوه ولرقابنا اوثقوا ، بل عليهم البقاء وعدم الاستسلام وشعبهم منظاره دقيق ويساندهم ، وسيأتي اليوم وستقبل ساعة الصفر ويلتف الشارع حولهم ، ويدعمهم وتعود للعراق هيبته التي فقدها في زحام فساد البعض ، ونحن لن نؤمن باصحاب الوجوه الكالحة الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً أخر مستغلين اليأس الذي دب في صدورنا من اصلاح المنظومة السياسية ، بل سنحاربهم بكل ما اوتينا من يقين وحكمة وسنثبت للجميع ، ان العراق لن يغلب وان عجلة الزمن ستقف عندما ينهض الشارع ويسترد ماسلب منه بغير وجه حق ، فأن الحقوق لا تطلب بل تنتزع انتزاعاً هكذا قالها اهل الغيرة والشهامة ، ونحن سننتزع حقوقنا من أعينهم ، انتزاع الروح من الجسد ، ولن نرحمهم أو نغفر لهم على ما فعلوه وما زالوا يفعلونه بنا .
أولى الصفعات في هذه الدورة الانتخابية هو تسليم المؤسسة التشريعية لأفسد خلق الله تسليما على طبق من ذهب ، وامام صمت أستغرب له صاحب الشأن نفسه ، لقد كان يتوقع ان يهزم ويرد مطلبه ، وأذا بهم يبصمون له بالعشر على الموافقة ، لاشك أن هنالك طبخة قد اعدت ، وان المساومة قد رسمت وكفوفهم لصفعنا استعدت وخصوصا أن لا احد رد لهم صفعهم لنا !
ثمن حريتنا هو اليقظة الدائمة ، وكما قال احد العظماء ان المستبد. عدو الحق وعدو الخرية وقاتلها وهو يريد ان تكون رعيته بقراً تحلب ، وهذا ماهم يفعلونة ويزيدون عليه بصفعنا مرات ومرات ، الا فتبت اياديهم التي سنقطعها عاجلاًبأذن الله .
https://telegram.me/buratha