زيد الحسن
كل الالعاب هدفها الفوز وسميت السياسة ايضاً باللعبة السياسية والجميع فيها يريد الفوز ، بأي اسلوب أو طريقة ، دون مراعاة شروط اللعبة بل تجاوزوها ونسوها ، وفي كتاب ( الأمير ) للكاتب نيكولو مكيافيلي الذي اباح كل محظور من اجل وصوله لغاياته ، اطلق فيه العنان لخيال السياسي بأن يفعل ما يشاء من اجل الفوز .
ساستنا اعتقدنا أنهم في هذه الدورة سيكونون جهابذة وينظفوا لنا سياستهم من كل قذارة نالتها في الدورات الثلاث المنصرمة ، واذا بهم يتبادلون جلابيبهم فيما بينهم ، ويعودون بنا الى المربع الاول ، الذي هو آس كوارثنا ، وهذه المرة باصرار عالِ المستوى ، متناسين يقظة الشعب و وصول الامر لجدار الصد النهائي ، فما عاد من متسع لننتظر أربع سنوات عجاف أخريات كسابقاتها في المحاصصة وتقسيم ثروات البلد فيما بينهم ، هذا يسمى أستغفال مع سبق الاصرار والترصد .
للاسف الفائز اليوم بمنصب يتباهى بالمقبولية التي نالها من الجانب الامريكي والاقليمي ، وهذا وحده من اقذر ما في لعبتهم السياسية ، واعتقد أن من الجرم أن نسميها سياسة في هذا الوقت الراهن فتسمية العمالة تليق أكثر ، وتنسجم مع افعال البعض ، نعول الان على قائد يرفض هذا التدوير الملوث ، الذي لن يفضي الا الى مزيداً من مستنقعات الفساد والتشتت .
يبدوا أن الله قد كتب علينا الاستمرار بالثورات والنضال الى يوم الدين ، فمن المؤكد أن بعض ساستنا لاتنفع معهم النصائح ولا الارشاد ولا حتى التجارب السابقة ، وأن عاد الحال الى سابق عهده فلن تكون هنالك خدمات او اصلاحات أو حقوق تعود الى اصحابها ، بل سيزداد الطين بلة لأن العراق اليوم اصبح مترهلاً اقتصادياً ، ويصدق عليه الوصف لو قلنا إصبح كـ أعجاز نخل خاوية .
أن اعتقد البعض أن شرارة الثورة التي انطلقت في البصرة ، قد ذبلت وانطفأ بريقها بسبب الاعتقالات التي تطال الان ناشطيها ، فهو مخطئ تماماً بل العكس هو الصحيح ، هذا يزيد الشعب اصراراً على التمسك بثورته وسيجعل نارها تستعر أكثر فأكثر .
دماء سالت وارواح أزهقت فلن تذهب سداً .
كل المراقبين للمشهد السياسي لهم تصور ان هذا التدوير لن يدوم او يصمد امام غضب الشعب ورفضه لهذه المهزلة المبكية المضحكة ، فما عاد للضحك على الذقون من مكان بيننا ، وما عادت الوعود تسمع او تصدق .
ما بكم بالله عليكم عودوا لضمائركم وانزعوا اثواب الخسة وكونوا احراراً في دنياكم ، فهي لم تدم لمن سبقكم وأكيد لن تدوم لكم .
يعتقد البعض من السياسين ان ثورة الشعب ينقصها القادة ، ويعولوا على اجهاضها لهذا السبب ، وهذا حال بعض الثورات العربية التي فشلت للاسف ، لكننا نمتلك من القادة الثورين الكثير ، ونعقد عزيمتنا على بعض السياسين الشرفاء الذين نرى فيهم الخير والصلاح ، ليكونوا قادتنا لثورة عارمة ، تطيح بالفساد واهله ، وهذا أمر لانشك فيه اطلاقاً .
العراق قوي برجال أشداء واحرار استمدوا بأسهم من ايمانهم بالله عز وجل ومقتدين بثورة سيد الشهداء ابا الاحرار الحسين عليه السلام .
https://telegram.me/buratha