زيد الحسن .
الوطن هذه التسمية التي من اجلها غصت المقابر بـ ارماس لمن هم بعمر الزهور ، أرواحهم أزهقت بسبب كلمة وطن وكأنهم يبنون بنياناً او صرحاً لاطفالهم ،
جاحدة أنتِ ياحكومة ، ظالم أنتَ سيادة الحاكم ، الوطن ملك لكم ونحن الرعية ، بل أنتم السيف الذي قطع أوردة احلامنا واحلام شبابنا .
ذاك الشاب الذي اريق دمه الطاهر على قارعة التظاهرات ما أسمه ؟
قيل أن اسمه فلان في موجز انباء اذاعة معادية لكم ، أما أنتم بم وصفتموه ؟
هل قلتم عليه عميلاً ؟ أو خائن ؟ أو مندس ؟
وذاك الأخر الذي وافته المنية واحتار الطب بموته فكيف لشاب ان يتجلط له القلب ؟ ماذا قلتم عنه ؟
هل قلتم شرير واحلامه سقفها عالِ ؟ .
لو كان الأمر باياديكم لجعلتم شعبكم هباءً منثورا كـ اعمالكم يوم الحساب .
قال العقاد الشبيبة نفحة من العبقرية ينالها كل انسان والعبقرية نفحة من الشباب لاينالها الا المخلدون ، وقد رأى العالم بأسره من هو الشاب العراقي ، هو العبقرية بعينها وكيف لا وهو بهذا الحلم وهذا السلوك معكم ، فهم شباب ازدانوا بحكمة الشيوخ و وقارهم وجعلوكم تخشونهم خشيتكم من زوال كراسيكم .
فتحت عيناه بأرض العراق وقال بعد أن امتلكت ساقاه المسير ؛ أين أنا ؟ قالوا له أنت في وطنك ، تبلورت هذه الكلمة وتشكلت في روحه حباً وعشقاً ، حتى أصبح يفديها بما يملك وضحى برغيد عيشه ، جاع ، تعرى ، ذل ، هاجر ، عاد ، ووطنه مازال قابع تحت اسياف جبروتكم ، من سيقدمه للعدالة فهو ظالم لنفسه ، وهذا هو رأيكم به ، جريمته تلك الاستنشاقة التي ملأت له الرئتين يوم مولده من نسيم الريح ، فلقد اصبحت منة عليه ، ولزاما عليه ان يموت من اجلها .
من مفارقات حضن الوطن ما قاله جورج غالوي ؛ من العجيب أنني كبريطاني أستطيع أن اعبر الوطن العربي من شرقه لغربه دون ان احتاج لتأشيرة ، بينما يحتاج العربي لتأشيرة قد لايحصل عليها لعبور تلك الحدود من دولة عربية لاخرى !
هذا هو الوطن وهذا حال اوطان العرب جميعاً ، اوطاننا أكلت ابنائها ، وأنا افتش عن السبب والخلل واسألكم عسى ان يدلني بصيركم ، ما السبب الذي بنيت اوطاننا بأرواح شبابها وانكرت وجودهم وتضحياتهم ؟
ياشيوخ الوطن وياشيبته خذوا ارواح شبابنا وعلقوها أوسمة ونياشين على النجمات ، وعلى قوس قزح ، اجعلوا البلابل تغرد بأسمائهم ، والناي يرثيهم ، ولاتحزنوهم بنعيق غربان تجبركم وتعسفكم ، شبابنا هم الوطن وهم نعمة النسيم وأن غابوا او ارتحلوا ولاخير في وطن يتنكر لدماء أهله وينسى التضحيات
https://telegram.me/buratha