المقالات

الوجه السياسي للعرف العشائري

2714 2018-09-20

سامر الساعدي

العشائر في العراق لها حضارة واصالة وقيم ومبادئ، هذا العالم المليء بالمعاني والإنسانية والطيب والقيم والمجالس ذات الطابع المعرفي المتنوع، وكلامي هذا ليس الى الشيوخ الأصلاء بل الى بعض الشيوخ؛ الذين جعلوا المشيخة مهنة فاسدة كأي سياسي فاعسد، اذا أين الدولة وقوانينها هنا، وما هي فائدة القانون؟ نسال : أهذا عجز من الدولة لحل مشاكل الناس أم هو إستفحال للعشائر أم هو اثبات ذات من البعض من رؤساء الافخاذ والعشيرة؟

لاحظنا في السنوات الأخيرة ان بعض الشيوخ لا توجد لديهم مقومات "كبير العشيرة" او شيخها؛ حيث ان اغلب العشائر انقسمت "ابيوتات" وخلفت هذه الانقسامات رؤساء عشائر ورؤساء افخاذ، بل وحتى في البيت الواحد نرى اكثر من رئيس فخذ ! وكذلك يطلق عليه اسم الشيخ.

نرى ان البعض الشيوخ الجدد، اساءوا في تصرفاتهم الى الشيوخ القدامى؛ (لا حظ ولا بخت )؛ من حيث الاداء المتخاذل مع الخصم، على حساب احد افراد عشيرته المظلوم، وذلك بالاتفاق مع الخصم، على ان يعطيه مبلغ من المال شريطة ان يصمت ! او ان يقنع الشخص من عشيرته بالسكوت، والعوض على الله، ونحن لا نبحث عن مشاكل ومن هذا القبيل، حيث سيضطر الشاب المظلوم ان لا يتكلم الأب، (صار شيخنا شتكول نسوي )، وهنا ذهب الحق و مات الضمير ومات الانسان ومات الاحساس بالآخرين وقضاء حوائجهم.

كذلك نرى ان "الشيخ الأصلي من الشيخ المزور"، ولابد من التفاته ونظره بسيطة على عادات وتقاليد بعض العشائر في المستحدثات الصندوق، الفصل، العطوة، الكوامة، الدكة، والنفي، فهذه الامور جميعها مستحدثة بطرق جديدة وحديثة الصنع وهزيلة الموقف.

هذه الاختلافات، اكثرها بسبب امور صغيرة، ممكن حلها في جلسة صلح، لكن الامور تتعقد بعدم حنكة البعض من الشيوخ الحديثي الولادة! حيث تتطور وتتأزم الامور الى مواجهة مسلحة وبأسلحة خفيفة وثقيلة، وتزهق ارواحاً بريئة، ومن جانب الصندوق المفروض يكون للأمور الإنسانية، منها : الزواج، المريض، العزاء، ومساعدة الفقراء لكن الذي يحصل عكس ذلك؛ ويتم مساعدة القاتل والسارق! حيث يتم دفع فديته، كي لا يتم زجه في السجن، وتطبيق قانون الدولة والدستور الالهي بحقه، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين والسارق ان تقطع يده.

ان المجتمعات تبنى على اسس، صحيحة وسليمة وراسخة وصحيحة، وملبية لحاجات تلك المجتمعات التي تسيرها القوانين المستمدة من الاديان ومن الاعراف والقوانين المجتمعية، حاكمة لحركة المجتمع، وهي التي تؤسس الدولة القوية في الدول المنبثقة، وفقاً لهذه المعايير، لتكون النتائج وخيمة وكارثية اذا اخفقت سلطة الدولة، واذا اخفقت سلطة الدول؛ تنمو قوى اخرى لتحل محلها غالباً.

في أغلب الاحيان، وخاصة في المجتمعات العربية والعراق، تكون قوة السلطة العشائرية أعلى من سلطة الدولة؛ وسلطة رجال الدين كذلك تكون أكبر من سلطة الدولة؛ وهناك اشخاص في المجتمع يفرضون هيمنتهم على المجتمع، وسلطة العشائر تفرض قوانينها، وهي قوانين غريبة تخالف الاعراف الدينية والمجتمعية والشريعة الإسلامية، مثال ذلك : ان حلول المشاكل العشائرية تجري وفقاً لعرف "الفصل" والفصل عملية احقاق باطل؛ في اغلب الاحيان ضد الحق، ولا ينصف بالفصل المظلوم، ولدينا امثلة شتى بهذا الموضوع.

أغلب الأحيان تتزايد ضغوط شيوخ العشائر في المجالس الفصلية؛ ويتنازل المظلوم عن حقه مرضاة لشيخه ! وذهبت حقوقهم هباءاً منثوراً، او ان العشيرة تأخذ حق المظلوم لها، وتوزعها في ما بينهم، والقليل منه الى صاحب القضية، وتلك العملية فردية مجتمعيه كثيرة، ومثل هذه السلطات في سلطتنا تنمو وتقوى في الدول ذات الطابع والأنظمة الهشة.

كلما كثر الفساد الاداري والمالي وسطوة القوى الاخرى، على حساب سطوة الدول، نرى عملية لتهديم المجتمع، فقوة العشائر تهدم المجتمع وليس هناك رادع لها .

(مثال اخر) : وجود صندوق العشيرة، وهذا الصندوق تجمع اموال من ابناء العشيرة، لكن الغريب، ان هذا الصندوق يدفع للمجرمين والقتلة الذين يرتكبون جرائم؛ ويدفع لهم "ديه" كتعويضات لضحاياهم، ويجب أم يستثنى بالدفع الى الصندوق عوائل شهداء الحشد الشعبي او جرحاهم او المرضى أن هذا الصندوق ليس تكافلياً، أو لإغاثة الملهوف، بل هو صندوق لدعم الخطيئة، مما يشجع الفرد على إرتكاب الذنوب والجرائم؛ ولسان حاله يقول : الصندوق موجود !

لذلك نتمنى إنبثاق لجنة متابعة من العشائر والشيوخ الاصلاء الكرماء، اصحاب الحظ والبخت، وهذه اللجنة لتقييم ومتابعة هؤلاء العابثين بهذه الشعيرة المجتمعية الرائعة، لوقف هكذا تجاوزات، وللحد منها، كذلك إعلاءاً لماضي ومستقبل العشائر العراقية الأصيلة دمتهم شيوخنا الاعزاء
د، دمتهم شيوخنا الاعزاء الأصيلة، عزاءدمتهم شيوخنا العراقية الأصيلة، دمتهم شيوخنا الاعزاء. الاعزاء..

أن هذا الصندوق ليس تكافلياً، أو لإغاثة الملهوف، بل هو صندوق لدعم الخطيئة، مما يشجع الفرد على إرتكاب الذنوب والجرائم؛ ولسان حاله يقول : الصندوق موجود 

لذلك نتمنى إنبثاق لجنة متابعة من العشائر والشيوخ الاصلاء الكرماء، اصحاب الحظ والبخت، وهذه اللجنة لتقييم ومتابعة هؤلاء العابثين بهذه الشعيرة المجتمعية الرائعة، لوقف هكذا تجاوزات، وللحد منها، كذلك إعلاءاً لماضي ومستقبل العشائر العراقية الأصيلة، دمتهم شيوخنا الاعزاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك