زيد الحسن
كلمات قليلة بعبارة قصيرة قالها محمد الماغوط ، استوقفتني وهزت مشاعري ، ومازلت اقف بناظري على كلمة واحدة منها اقلبها يساراً ويميناً ولم اجد العذر لمن باعها ، كلمة ( الوطن ) ، قال الماغوط : يارب امنحني أرجل العنكبوت لاتعلق أنا وكل اطفال الشرق بسقف الوطن حتى تمر هذه المرحلة .
في العام 1936 نشبت الحرب الاهلية في اسبانيا والجميع يعلم ويعرف ارهاصاتها ، ولقد اخذت من هذه الحرب تسمية او مصطلح بقي خالداً الى يومنا هذا ، مصطلح ( الطابور الخامس ) اطلقه احد جنرالات القوات الوطنية التي زحفت على مدريد ، وتفاصيل الطابور الخامس كتب عنه الكثير ، والعراق اليوم واقع تحت انياب متعددة من ضمنها ناب الطابور الخامس وهو الاشد ضراوة والابشع فتكاً بنا ، كم سلطة تحكمنا وهي سرية دون الاعلان عنها ؟ اليس الكثير من القادة الذين يعملون في الخفاء داخل القيادات والاحزاب ، وفي كل شارع هناك من يحرك الامور ويديرها دون علم ومعرفة الدولة ، علما ان للدولة علم بهم وبوجودهم ، وتجد الحكومة نفسها امام امر واقع عليها السكوت عليه ، اذن يحق لنا تسميتهم ( الطابور الخامس ) فهم لديهم اجنحة عسكرية سرية مع جواسيس وعملاء ، ولقد شبهتهم باذرع الاخطبوط ، فهم من يديرون الحياة اليومية لكل مفاصل الدولة من مطارات وموانئ وحتى انابيب النفط واقفالها بايديهم ، اناس ليسوا ضمن اطار الدولة ، مافيات عملاقة ترتبط باطراف سياسية عراقية وعربية واجنبية ، تنفذ بعد تخطيط دقيق كل ماتؤمر به ، من هذا المنطلق لن نرمي اللوم كله على السياسي ونصفه بالبغيض ، فنحن كشعب ساهمنا بفعل اشنع من افعال بعض السياسين ، نعم لقد ساهمنا بأنشاء اذرع الاخطبوط ، تارة خوفاً من بطشهم ، وتارة اخرى طمعاً في موائدهم ، حتى اصبحوا حيتاناً ضخمة لايمكن السيطرة عليها ، واشد ما يؤسف عليه بالامر ابرام الاتفاقية الامنية والاقتصادية مع الامريكان فهي وثيقة بيع الوطن .
الشعوب تحاول جاهدة بناء اوطانها ، ونحن نشحذ مخالب اذرع الاخطبوط ، فهل بعد هذا الخسران من خسران ؟ فلنعترف أننا اسهمنا بشكل كبير في تدمير بلدنا ولنعقد صفقة مع انفسنا ، عسى ان نستطيع اصلاح الامور ، صفقتنا هي كشف وفضح الاذرع التي تمارس دور الطابور الخامس ، بل حتى نقدمهم للقضاء ، وقضائنا هذه المرة هو باسم الشعب ، نعريهم من قوتهم ومن كل ماحصلوا عليه بسبب سكوتنا ورضوخنا ، ف والله لو انتهى دابر الجواسيس والعملاء لانتهت ازمة العراق وتشرذمه ، و وضحت الرؤيا عن من هم المفسدين ومن هم الشرفاء .
أنا اخالفك ايها الماغوط ، فلا اريد لي ارجل عنكبوت ولا اتمناها لي ، بل اتوكل على الله وانذر نفسي للوطن واحارب بكل ما اوتيت من قوة لاقطع اذرع الاخطبوط ، واجعلهم يتمنون ان تكون لهم ارجل عنكبوتية لتنقذهم وترفعهم للسماء حتى لاتنالهم ايدي الشعب ، هذا الشعب الذي فقد الصبر وانتهى تحمله على وجود الاخطبوط واذنابه .
https://telegram.me/buratha