المقالات

الكورد، حلم الإستقلال ورئاسة الجمهورية

1605 2018-09-28

ضياء المحسن

الإستقلال كلمة رائعة ولها وقع خاص في الأذن دوناً عن بقية الكلمات، فهي تعني التحرر من رِبق العبودية والخروج الى فضاء الحرية الأوسع، ولا أريد الإطالة عليكم في شرح دلالات هذه الكلمة على الشعوب التواقة الى الحرية والإستقلال.

يُعد الكورد المكون الثاني من حيث نسبة السكان في العراق، ويشاركون مشاركة فاعلة في الحكومة والبرلمان العراقي، ومع هذا فهم يطالبون بالإستقلال عن العراق، مخالفين بذلك القاعدة التي تتحدث عن أن الإستقلال يُمنح للدول والمستعمرات التي تحتلها دول أخرى. حلم بعض ساسة الكورد في الإستقلال عن العراق يصطدم بجملة من العراقيل، بعضها يتعلق بالدستور العراقي الذين ساهموا بكتابته، وبعضها يتعلق بالمحيط الإقليمي والدولي، فالدستور العراقي أوضح ان العراق بلد واحد من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وأوضح طبيعة علاقة الإقليم بالمركز، ولم يرد ذكر كلمة الإستقلال فيه مطلقا، ولو نظرنا الى موقف الأمم المتحدة من الإستفتاء الذي أجراه بعض قادة الإقليم، لوجدنا أن موقفها هذا يتطابق مع بنود الدستور في الحفاظ على وحدة العراق كبلد واحد ضمن حدوده الحالية.
لم يخرج الموقفين الإقليمي والدولي عن هذا المضمون، في ضرورة الحفاظ على وحدة العراق أرضا وسماءا وشعبا، بل ذهب بعضهم الى إعتبار الإستفتاء تهديد داخلي لدولهم وشعوبهم، وهددوا بفرض عقوبات إقتصادية وعسكرية في حال المضي بذلك، الأمر الذي إضطر بعض القيادات الكوردية الى التراجع والقبول بالأمر الواقع.
السؤال الأهم هو لماذا أراد الكورد الإستقلال في هذا الوقت بالتحديد؟
من أهم الأسباب التي يمكن القول بانها ساعدت الكورد على التفكير بالإستقلال، هو ضعف المكون العربي بشقيه (السُني والشيعي) في التعاطي مع بعضهما، في حين نجد أنهما يتعاطيان مع الكورد بسلاسة، حتى انهما يتغاضيان عن كثير من مساوئ الكوررد نكاية بالطرف الأخر، ما جعل الطرف الكوردي يتمادى في طلباته.
المفارقة العجيبة نجدها اليوم في ترشيح رئيس الجمهورية المقبل، حيث جرت العادة أن يكون رئيس جمهورية العراق مرشح من قبل الإتحاد الوطني، في حين تكون الوزارات من حصة الحزب الديمقراطي (وبالتأكيد هذا خرق دستوري، حيث لم ينص الدستور العراقي على أن يكون رئيس الجمهورية كوردي)، المفارقة التي نتحدث عنها هي إصرار الديمقراطي الكوردستاني على أن يكون رئيس الجمهورية من حصتهم، وهم الذين كانوا بالأمس القريب يطالبون بالإستقلال؛ فماذا عدا مما بدا؟
نعتقد أن فريق السيد مسعود البارزاني لا يزال يأمل في خلط الأوراق والعودة بالبلد الى المشاكل التي رافقت الإستفتاء، وفي أفضل الحالات سوف يساوم الإتحاد الوطني على منصب محافظ كركوك في محاولة للدخول الى هذه المحافظة عن طريق المنصب، ليتمكن من بعدها من فرض أجندته الخاصة والتي تتعلق بتكريد كركوك، وهو الأمر الذي بدا واضحا بعد عام 2003 عندما جيء باعداد كبيرة من الكورد من دول الجوار وتوطينهم في محافظة كركوك، بالإضافة الى أمور أخرى حصلت قام بها الديمقراطي الكوردستاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك