سجاد العسكري
لعل من القضايا التي تشغل العالم اليوم , وتاخذ حيز اكبر من سواها هي قضية الارهاب , لما له من اثر واضح الذي تخلفه على المجتمعات والافراد وخصوصا كون الارهاب من خصائصه التطرف والعنف والقتل وبالتالي نشوء افكار منحرفة وقاعدة تتبع هذه الافكار واتباع وسائل واساليب العاجز الذي لا يعرف الا طرفين اما ان تكون معي او ضدي ولا يوجد طرف ثالث ؟! واخذت تشغل الباحثين ظاهرة الارهاب فانعقد مؤتمر باريس عام 1981م وشارك في المؤتمر عدد من علماء الاجتماع والنفس والاخلاق والدين والقانون والاجرام وقد خرج بتوصيات منها (ان اندفاع الانسان في عمل إرهابي إنما يتم أحيانا بفعل تراكمات الإحساس بالكبت والبؤس والفقر والجوع والمرض والظلم فيقوم بالرد التلقائي أو المخطط كونه يعد تلك العوامل بمثابة عدوان عليه فينطلق مدافعاً عن ذاته).
فاخذت الدول على عاتقها والمنظمات الدولية كالأمم المتحدة ولجانها وغيرها , انشاء اجهزة ومراكز دراسات واعلام لمحاربة ومعرفة اسباب نشوء هذه الظاهرة , وكذلك تشريع قوانين من اجل محاربة وتحجيم الارهاب في العالم ؟! لكن في الحقيقة ان تحديد مفهوم الارهاب في العالم غير متفق عليه من الكثير من الدول التي تعتبره مقاومة ودفاع عن النفس والارض , بينما متفق عليه من بعض الدول التي تجمعها مصالح مشتركة في تسميته بالارهاب , وهنا نحن بحاجة الى وقفة حقيقية لمعرفة اسباب هذا الاختلاف في تحديد مفهوم دولي للارهاب , بعيدا عن المصالح والمقاصد والاهداف , والتي سوف يعطي كل فريق تعريف للارهاب حسب نظرة كل طرف المتفق والمختلف .
فبين هذا وذاك كانت نقطة البداية في 11 ايلول 2001م في نيويورك وواشنطن فاخذت ظاهرة ودائرة الارهاب بالاتساع والتطور , وتعتبر نقلة نوعية وهامة في السيطرة وتوسيع النفوذ بحجة الارهاب والحفاظ على المجتمع الدولي من قبل الشرطي (امريكا)؟!! وخصوصا المحافظين الجدد واغلبهم من مزدوجي الجنسية الامريكية والاسرائيلية في عهد جورج دبليو بوش ليشنوا هجمتهم التوسعية وتحت مسمى محاربة الارهاب , ليعيدوا هيكلة العالم حسب مصالحهم واهوائهم التي تهدف بأضعاف المنطقة وتقوية حلفائها وبالنتيجة اسرائيل قوية ؟! وسط منطقة تعج بالنزاعات والانقسامات !! وهذا مااكده مجموعة من الجنرالات , ومنهم القائد الامريكي السابق لقوات حلف الناتو الجنرال ويسلي كلارك في مقابلة تلفزيونية على ( Democracy Now) وفي حديث طويل له مع الجنرالات في وزارة الدفاع الامريكية منه (اننا سنحارب سبع دول ابتداءً من العراق ثم سوريا ولبنان ، وليبيا، والصومال ، والسودان وأخيراً ايران ) .
فامريكا شنت حروبها بدون اي مبررشرعي او دولي من اجل الهيمنة الصهيوامريكية , والحجة في حروبها محاربة الارهاب , اي ارهاب؟! وما الحروب الداخلية والاقتتال الداخلي الا حروب بالوكالة عنها وخدمة مصالحها العالمية , ولعل وثيقة وكالة الاستخبارات الدفاعية – DIA (انشاء كيان سلفي )اي ان التعليمات بالموافقة على انشاء داعش وهو امر اخر في دعم وانشاء التنظيمات الارهابية التي تهدف الى تحقيق غايات الدول التوسعية ومهما كانت الاساليب المتبعة من قتل او تفجير او ..., فالمصالح الامريكية فوق كرامة الانسانية وتطلعات الشعوب ؟! فاخذت تتهم الحركات التي تدافع عن ارضها وكرامتها , والتي تقاوم وتفشل خططها التوسعية , بأنها حركات ارهابية ! ويجب ضربها والحد من حركتها فلما لم تنجح في سعيها لجاءت الى فتح مواجهة داخلية والتي تتمثل بدعم الفكر المتطرف والعنصري الطائفي؛ لزعزعت امن الدول التي تسعى الى الاستقرار والاستقلال ومنها العراق ولبنان وسوريا واخيرا ايران , كونها داعمة لخط المقاومة , وافشال مخططات الدول التي عبرت البحار والقارات لتتدخل في شؤون دول تنعم بالاستقرار والتعايش السلمي .
ولم تكتفي امريكا بارهاب الدول المستقلة والمستقرة بل اخذت باصدار قرارات تصنف حركات الدفاع والمقاومة عن الارض , لتضعها على قائمة المنظمات الارهابية كما تزعم , مع غياب دور الامم المتحدة والمنظمات الدولية والتي هي الاخرى وكما يتضح انها لا تتمتع بالاستقلالية ومسيطر عليها ؟! والملاحظ في التدخلات الامريكية بانها تستهدف جهة ودول المقاومة ؟! وتعتبر امريكا من الدول المصدرة للارهاب وهو ما اعترف به الكثير من المسؤلين الامريكيين بالصوت والصورة !! والسؤال الاخير متى سيتم تصنيف امريكا على القائمة السوداء والتي تدعم وتنشاء الارهاب ؟
https://telegram.me/buratha