محمد المرادي
أعلن حزب مسعود بارزاني، في 23 أيلول 2018، عن ترشيح فؤاد حسين لمنصب الرئاسة العراقية لينافس بذلك مرشح الاتحاد الوطني برهم صالح، على المنصب المخصص للكورد، بحسب العرف السياسي في البلاد.
فمن هو فؤاد حسين؟!
- ولد فؤاد حسين وهو كوردي فيلي عام 1949، في خانقين، وأكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية.
- واصل مشواره الدراسي في بغداد عام 1967 وتخرج من كلية التربية عام 1971، عضو سابق في حزب كادحي كردستان، ثم أصبح عضواً في الديمقراطي الكوردستاني. ليصبح عضوا بفرع الحزب في بغداد ضمن الخلية الطلابية، التي كانت تديرها المناظلة الكوردية الفيلية "ليلى قاسم "، التي أعدمها نظام صدام يوم 13 ايار عام 1974، كاول فتاة كوردية عراقية، تعدم في تاريخ العراق المعاصر، وفي تاريخ منطقة الشرق الاوسط لاسباب سياسية، لكن فؤاد حسين أفلت من الإعتقال، والتحق الى البيشمركة في ذلك التاريخ، في أعقاب نكسة عام 1975، بعد عام لجأ الى هولندا، وشارك في فعاليات طلابية وحزبية في الخارج.
- سبق أن التحق في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني، ثم استقال ليواصل عمله السياسي كشخصية مستقلة، لها تأثيرها في كوردستان.
ـ متزوج من سيدة فرنسية من أصل هولندي وجذور أيطالية، مصادر حزب طالباني تقول أنها يهودية، الأمر الذي نفاه هو وغيره من المقربين أليه، مثبتا أنها مسيحية بروتستانتية.
ـ يتحدث اللغات الأنكليزية والفرنسية والإيطالية والهولندية أضافة الى العربية والفارسية ولغته الأم الكوردية.
- شارك في مؤتمرات للمعارضة العراقية في العديد من العواصم، بدءاً من تسعينيات القرن الماضي، ثم عاد الى العراق بعد إسقاط النظام السابق عام 2003.
- تولى منصب رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان، وكان واحداً من بين الشخصيات المفاوضة، حول ملف استفتاء الاستقلال في كوردستان، وهو من المتبنين بقوة لإنفصال الأقليم عن العراق.
ـ من المعلوم أن هناك خطين في حزب البارتي، الأول هو الخط الجهادي الذي يمثله أدريس بارزاني، وكانوا لا يطيقون فؤاد حسين، ويكرهونه كرها شديدا، بسبب عموضه، والثاني هو خط مسعود بارزاني بأبعاده السياسية والأمنية والأقتصادية، وهو يحتفظ بود كبير لفؤاد حسين، حيث يقول عنه مسعود بارزاني، أنه مستعد للتخلي عن جميع الرفاق الذين حوله، إلا شخص فؤاد حسين، فهو ثقته، وأتضح أن فؤاد ليس مجرد كبير موظفي مكتب مسعود بارزاني، بل هوعنصر الإرتباط الأول بين مسعود والمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي.
ـ الرجل ليس فقط مرشح كوردي لرئاسة الجمهورية، فهو بالحقيقة شخصية مرموزة يحيطها غموض شديد، يمسك باغلب خيوط ومقدرات البارتي، فضلا عن كونه رجل الأجندات الخارجية وأداة تنفيذها، وإذا قدر له أن يكون رئيسا للعراق، فإنه سيأخذ مساحة أوسع بكثير، من مساحة المنصب الذي سيشغله، وسيتمدد حتى على مساحة رئيس الوزراء، وسينتقل بمنصب رئيس الجمهورية، من الحالة التشريفاتية التي حددها الدستور، الى حالة تخدم الأجندات الخارجية، وتخدم تطلعات مسعود بارزاني بالإنفصال، وسيكون مسعود بكل ما يمثله من تطلعات، هو الرئيس الفعلي للعراق، وسنشهد تعارضات وتوترات كثيرة، بين موقعي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، وسيتم تعطيل كثير من التشريعات القانونية؛ التي يشرعها مجلس النواب، خصوصا تلك التي يرى مسعود بارزاني، أنها لا تنسجم مع تطلعاته، ومن بين أهم ما سيكون محورا للخلافات بين المركز والأقليم، هو قانون النفط والغاز، ورواتب البيشمركة وحصة الأقليم من الموازنة، وموضوع كركوك والمادة 140 من الدستور، وغيرها من ملفات.
https://telegram.me/buratha
