المقالات

الهيمنة + اخضاع = ارهاب اقتصادي ؟

1423 2018-10-01

سجاد العسكري
اصبح الاقتصاد في طليعة الجوانب التي يهتم بها العالم , بل هو عصب العالم الذي يضمن العيش برفاهية للافراد , ويعتبر من معاير تقدم وتطورالدول, بالاضافة الى القوة والهيمنة على باقي الدول التي تمتلك اقتصاد متلكاء نسبيا , ومن جانب اخر اصبح التدخل السلبي للدول الكبرى ذات الاقتصاد القوي في فرض الحصار الاقتصادي او استخدام العقوبات على دول اخرى , فاي محاولة للدول التي لا تنسجم مع رؤية الدول المسيطرة على اقتصاد العالم , والتي لا تخضع لسياسات الاقتصاد العالمي المهيمن لمصلحة جهة واحدة , فبالتالي ينالها جرم عدم خضوعها عقوبات او حصار؟! حتى اصبح التهديد بالخيار الاقتصادي بيد القطب الواحد ؟! هو المتحكم ومن يفرض العقوبات الاقتصادية بعيدا عن القوانين والاعراف الدولية , وهذا مايضيف الى الارهاب نوع جديد من اساليب الارهاب يطلق عليه الارهاب الاقتصادي؟!
فالارهاب الاقتصادي اكثر خطرا من ارهاب القتل والتفجير , بل في كثير من الاحيان يكون سببا له ؟ فهو يضع الفرد في مواجهة صراع العيش بكرامة , وتوفير ابسط مقومات المعيشة من مأكل ومشرب , لا بل حتى على التعلم اوايجاد سقف يستظل به الفرد من حرارة وبرد الحياة القاسية التي فرضت العقوبات الاقتصادية لتمنعهم من العيش بأبسط مقومات الحياة؟!! فالارهاب الاقتصادي يوصف من قبل الكثير بأنه سلوك اجرامي وغير شرعي , ويستخدم الاحتيال السياسي بدل القوة العسكرية , عبر: 
• تدمير البنية التحتية والموارد البشرية .
• تحديد قدرة الدولة على تأمين المستلزمات والحاجات الضرورية للعيش بكرامة للمواطن .
السؤال من هي الدول التي تهيمن على الشبكات الاقتصادية في العالم ؟ والجواب عن هذا السؤال وبلا تردد امريكا ؛ لهيمنتها على هيئة الامم المتحدة , و مجموعة الدول السبع الاكثر تصنيعا , و صندوق النقد الدولي , والمنظمة العالمية للتجارة , ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي,...
وهي بهذه الهيمنة تمارس تحديد واختيار سير العالم نحو خدمة مصالحها , فالدولار الامريكي هي العملة الاكثر استخداما في المعاملات التجارية الدولية وتشكل اكبر احتياطي نقدي في العالم , والعديد من البلدان تستخدم الدولار الامريكي كعملة رسمية له ؟! فامريكا ومن يقف مع سياساتها يتمتع في الغالب العيش باستقرار مع سلب الارادة المستقلة وكانه دمية تتلاعب بها ؟! فهذه الدول بحاجة الى استمرارية التقدم والتطور بالتالي زيادة الانتاج , النتيجة الحاجة الى المواد الاولية للبقاء في الصدارة فتتجه نحو الدول الضعيفة لسلب واستغلال مواردها الطبيعية وايضا جعلها سوقا لانتاجها من جانب , وفرض ارهابها الاقتصادي على الدول الرافضة لسياسات الهيمنة والاستغلال والخضوع لها , عبر تطبيق وفرض العقوبات والحصار الاقتصادي!!
اذن فالارهاب الاقتصادي الامريكي يعتمد على هيمنة تاثيره وتحويل الاخر الى خاضع فمعادلته (هيمنة + خاضع)= ارهاب اقتصادي؟!! ولناخذ بعض التجارب التي تعرضت الى ارهاب الاقتصادي والخضوع لسياسات الهيمنة فمنها (بنما ) التي لم تستطيع امريكا الهيمنة الاقتصادية عليه بالكامل وضمها لامبروطوريتها الا بعد اغتيال زعيمها (عمر توريخوس) والذي كان عائقا في وجه الهيمنة الامريكية , وبعد اغتياله على يد المخابرات الامريكية سقطت بنما ؟! وقصفت المدينة حيث عدها الاعنف بعد الحرب العالمية الثانية ؟ ومن ابرز نماذج التمرد على الهيمنة الامريكية هي دول امريكا اللاتينية التي فتحت ابوابها للوجود الصيني اقتصاديا وثقافيا , والى مساعي زعماء اللاتينية التقارب من الدول العربية والاسلامية لكنها وللاسف لم يكتب لها الاستمرار , ولها اسباب ليست ببعيدة عن موضوعنا ؟!! وكذلك لكوريا الشمالية تاريخ طويل للتمرد على الهيمنة الامريكية ,بعد عدة سياسات عدوانية مما دفع كوريا الشمالية نحو امتلاك قوة نووية , والصين والبرازيل وفنزويلا وايران...وغيرها من الدول التي قاومت هذه الهيمنة والتسلط ؛ لتواجه بسياسات تعسفية ظالمة .
فكل هذا سببه دول منتفعة بقيادة امريكا على حساب عالم يأن بالويلات والحروب والفوضى وعدم الاستقرار ؛ لانه رفض السياسات المهيمنة على مقدرات بلادهم والتدخل في الشؤون الداخلية , وجعلهم ممزقين ولقمة سائغة في افواه القوة المهيمنة , والعدوة الاولى للشعوب الحرة التي ترغب بالتقدم والاعتماد على طاقات ابنائها لبناء مستقبل افضل ؛ليواجه بعقوبات وحصار واتهامات مزاعمهم بالحرب على الارهاب , ليقفوا متناسين ان حرمان البلدان من ممارسة حقوقها وحريات ابنائها والدفاع ومقاومة هذه الهيمنة والتسلط هو ارهاب اكثر رعبا للانسانية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك