سجاد العسكري
اصبح الاقتصاد في طليعة الجوانب التي يهتم بها العالم , بل هو عصب العالم الذي يضمن العيش برفاهية للافراد , ويعتبر من معاير تقدم وتطورالدول, بالاضافة الى القوة والهيمنة على باقي الدول التي تمتلك اقتصاد متلكاء نسبيا , ومن جانب اخر اصبح التدخل السلبي للدول الكبرى ذات الاقتصاد القوي في فرض الحصار الاقتصادي او استخدام العقوبات على دول اخرى , فاي محاولة للدول التي لا تنسجم مع رؤية الدول المسيطرة على اقتصاد العالم , والتي لا تخضع لسياسات الاقتصاد العالمي المهيمن لمصلحة جهة واحدة , فبالتالي ينالها جرم عدم خضوعها عقوبات او حصار؟! حتى اصبح التهديد بالخيار الاقتصادي بيد القطب الواحد ؟! هو المتحكم ومن يفرض العقوبات الاقتصادية بعيدا عن القوانين والاعراف الدولية , وهذا مايضيف الى الارهاب نوع جديد من اساليب الارهاب يطلق عليه الارهاب الاقتصادي؟!
فالارهاب الاقتصادي اكثر خطرا من ارهاب القتل والتفجير , بل في كثير من الاحيان يكون سببا له ؟ فهو يضع الفرد في مواجهة صراع العيش بكرامة , وتوفير ابسط مقومات المعيشة من مأكل ومشرب , لا بل حتى على التعلم اوايجاد سقف يستظل به الفرد من حرارة وبرد الحياة القاسية التي فرضت العقوبات الاقتصادية لتمنعهم من العيش بأبسط مقومات الحياة؟!! فالارهاب الاقتصادي يوصف من قبل الكثير بأنه سلوك اجرامي وغير شرعي , ويستخدم الاحتيال السياسي بدل القوة العسكرية , عبر:
• تدمير البنية التحتية والموارد البشرية .
• تحديد قدرة الدولة على تأمين المستلزمات والحاجات الضرورية للعيش بكرامة للمواطن .
السؤال من هي الدول التي تهيمن على الشبكات الاقتصادية في العالم ؟ والجواب عن هذا السؤال وبلا تردد امريكا ؛ لهيمنتها على هيئة الامم المتحدة , و مجموعة الدول السبع الاكثر تصنيعا , و صندوق النقد الدولي , والمنظمة العالمية للتجارة , ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي,...
وهي بهذه الهيمنة تمارس تحديد واختيار سير العالم نحو خدمة مصالحها , فالدولار الامريكي هي العملة الاكثر استخداما في المعاملات التجارية الدولية وتشكل اكبر احتياطي نقدي في العالم , والعديد من البلدان تستخدم الدولار الامريكي كعملة رسمية له ؟! فامريكا ومن يقف مع سياساتها يتمتع في الغالب العيش باستقرار مع سلب الارادة المستقلة وكانه دمية تتلاعب بها ؟! فهذه الدول بحاجة الى استمرارية التقدم والتطور بالتالي زيادة الانتاج , النتيجة الحاجة الى المواد الاولية للبقاء في الصدارة فتتجه نحو الدول الضعيفة لسلب واستغلال مواردها الطبيعية وايضا جعلها سوقا لانتاجها من جانب , وفرض ارهابها الاقتصادي على الدول الرافضة لسياسات الهيمنة والاستغلال والخضوع لها , عبر تطبيق وفرض العقوبات والحصار الاقتصادي!!
اذن فالارهاب الاقتصادي الامريكي يعتمد على هيمنة تاثيره وتحويل الاخر الى خاضع فمعادلته (هيمنة + خاضع)= ارهاب اقتصادي؟!! ولناخذ بعض التجارب التي تعرضت الى ارهاب الاقتصادي والخضوع لسياسات الهيمنة فمنها (بنما ) التي لم تستطيع امريكا الهيمنة الاقتصادية عليه بالكامل وضمها لامبروطوريتها الا بعد اغتيال زعيمها (عمر توريخوس) والذي كان عائقا في وجه الهيمنة الامريكية , وبعد اغتياله على يد المخابرات الامريكية سقطت بنما ؟! وقصفت المدينة حيث عدها الاعنف بعد الحرب العالمية الثانية ؟ ومن ابرز نماذج التمرد على الهيمنة الامريكية هي دول امريكا اللاتينية التي فتحت ابوابها للوجود الصيني اقتصاديا وثقافيا , والى مساعي زعماء اللاتينية التقارب من الدول العربية والاسلامية لكنها وللاسف لم يكتب لها الاستمرار , ولها اسباب ليست ببعيدة عن موضوعنا ؟!! وكذلك لكوريا الشمالية تاريخ طويل للتمرد على الهيمنة الامريكية ,بعد عدة سياسات عدوانية مما دفع كوريا الشمالية نحو امتلاك قوة نووية , والصين والبرازيل وفنزويلا وايران...وغيرها من الدول التي قاومت هذه الهيمنة والتسلط ؛ لتواجه بسياسات تعسفية ظالمة .
فكل هذا سببه دول منتفعة بقيادة امريكا على حساب عالم يأن بالويلات والحروب والفوضى وعدم الاستقرار ؛ لانه رفض السياسات المهيمنة على مقدرات بلادهم والتدخل في الشؤون الداخلية , وجعلهم ممزقين ولقمة سائغة في افواه القوة المهيمنة , والعدوة الاولى للشعوب الحرة التي ترغب بالتقدم والاعتماد على طاقات ابنائها لبناء مستقبل افضل ؛ليواجه بعقوبات وحصار واتهامات مزاعمهم بالحرب على الارهاب , ليقفوا متناسين ان حرمان البلدان من ممارسة حقوقها وحريات ابنائها والدفاع ومقاومة هذه الهيمنة والتسلط هو ارهاب اكثر رعبا للانسانية .
https://telegram.me/buratha