المقالات

شركاء ولكن..!

1552 2018-10-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

قبل أربع سنوات؛ لم تتشكل حكومة السيد العبادي؛ والتي أصبحت الآن بحكم الراحلة بشكل سلس، وكلنا يتذكر الساعات الرهيبة، التي مر بها العراق في أيام تشكلها، فلقد كانت البلاد على كف عفريت! لكنها بالنهاية تشكلت وفقا لإتفاق سياسي بين أطراف ثلاثة، هي التحالف الوطني الشيعي، وتحالف القوى السنية، والتحالف الكوردستاني..

الحقيقة أنها لم تكن لتتشكل؛ لولا مبادرة التحالف الشيعي الخلاقة، حيث إنطوى إتفاق تكليف السيد العبادي وتشكيل الحكومة، على تفاصيل عديدة، كان الرابح فيها أطراف الأتفاق الأخرى، فيما ظل الشيعة؛ يقدمون المبادرات والرؤى والتنازلات، كلما أصابت الوطن أزمة، أو هددته مخاطر، منذ نيسان 2003 وحتى الآن.

من المطلوب أن نشير وبوضوح؛ الى أن الشركاء الآخرين، تعاطوا مع الأزمات، وفقا لمبدأ رفع سقوف المطالب، كي يحصلوا على أعلى سقف ممكن منها، وهكذا كان التحالف الكوردستاني يتصرف دوما، فيما ألفنا التهديدات السمجة بالإنسحاب من العملية السياسية، والتي ما فتيء الشريك السني يرددها عند كل أزمة..

هذا المسلك لا يمكن أن يستمر الى الأبد، فقد أعطى الشيعة ، أقصى ما يمكن أعطاءه، وبقي على الشركاء الآخرين، أن يوضحوا بالضبط ما يريدون، كي ننتهي من هذه الدوامة؛ دوامة أن يعطي الشيعة، فيما الآخرين يأخذون!..

على الشريك الكوردي أن يحدد بدقة، هل هو باق مع العراق الموحد، وإذا قال أنه باق، عليه أن يحدد كم من الوقت سيبقى، كما يفترض أن ننتهي من لعبة البازار؟!

على الشريك السني؛ أن يضع حدا لسياسة إرباك العملية السياسية، بلعبة التصريحات النارية، وتأليب الشارع السني، وكيل الإتهامات التي تنعكس باليوم التالي لإطلاقها، تفجيرات وعبوات ناسفة، كما يحصل كل مرة!

في ذات الوقت، يتعين أن يتبدل أسلوب مقاربة الأزمات من قبل الساسة السنة، وعليهم أن يتخلون عن إدعاءات الإقصاء والتهميش، فالسنة موجودون في كل مفاصل الدولة العراقية، وفي أعلى المقامات والمراتب، سواء بالجيش أو الأجهزة الأمنية، أو باقي مؤسسات الدولة، ومن ضمنها مؤسسات القرار، وبنسب تفوق نسبهم السكانية.

كما يتعين عليهم أن يفرزوا تحالف موحدا، ومرجعية قرار واحدة، يمكن التعاطي معها بمسؤلية، بدلا من حالة تعدد مراكز القوى التي يعيشها، وهي حالة يمكن أن تفسر على أنها مقصودة بذاتها، كي يتمكنوا من نيل أقصى ما يمكن من مكاسب..

كلام قبل السلام: أكثر من خمسة عشر سنة منذ تغيير نظام صدام، تبدو كافية لأن يفهم من يتعين أن يفهم، بأن عقارب الزمن لا يمكن أن تعود الى الوراء، وأن عقلية جديدة منفتحة، هي المطلوبة كي نعيش سوية، كما كنا نعيش قبل أن يخلق صدام!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك