قاسم العبودي
اليوم وبعد مخاض عسير وضعت الحرب الدبلوماسية أوزاراها وأبصرت رئاسة الجمهورية الضوء بعد ليل داج . فاز من فاز، وخسر من خسر ، لكن الرابح الأخير هو العراق . الفوز خلاف الربح ، لقد فاز السيد برهم صالح بثقة أعضاء البرلمان الذين منحهم الشعب العراقي التفويض الدستوري بالأنابه عنه . لكن الفوز ليس غاية بل طريق للربح ، ربح آمال الشعب الذي كسرته ويلات الطائفية والعوز ونقص الخدمات التي أصبحت هم المواطن بالدرجة الأولى . أعلم أيها السيد الرئيس .. يا من كنت قبل يوم واحد فقط مواطن عادي له ماله من أحلام أبناء وطنك وتطلعاته ، اليوم أنت أمام مسؤولية كبرى الأوهي الأخذ بثأر الشعب ممن أستضعغوه وجعلوه يخرج متظاهرا للمطالبة بقطرة ماء . تصور أيها السيد الرئيس قطرة ماء صالحة للشرب دفعت بعض الجماهير دمائها من أجل الحصول عليها . أنت اليوم مطالب كما غيرك من الساسة بالألتفات الى صوت البسطاء وأنينهم . نعلم علم اليقين أن العملية الديمقراطية التي أوصلتك الى رئاسة الجمهورية شابها الكثير من الغموض ، والكثير من الشكوك . لكنها أخير أوصلتك . وعليه يجب أن تشمر عن ساعديك وتعود بالوطن والمواطن الى حاضنته الأسلامية الطبيعية وتصلح ما أفسده الدهر من سياسي الصدفة الذين أتمنى أن لا تكون منهم . سيدي الرئيس الطريق الذي أخترتموه مليء بالأشواك ، لكن عهدنا بكم أنكم ممن يحسن السير فيه . أسوق لحضرتكم قصة قصيرة قد تفيدكم في مسيرتكم المقبلة وأرجوا الأصغاء جيدا (( لقد زار وفد من مجلس الحكم الأنتقالي السيد هاشمي رفسنجاني رئيس الجمهورية الأسلامية حينها وعند اللقاء شرع السيد الجعفري كعادته بالأطناب بحديث عن الشعر والفلسفة وشيء من الترابط الثقافي بين البلدين ، فكانت خطبته فارغة من كل شيء . كان السيد رفسنجاني مطرقا برأسه يقلب حبات مسبحته يمينا وشمالا متسائلا مع نفسه ، أين ستراتيجية الوفد الزائر ؟ فضلا عن خلو أدمغة الوفد عن أي فكرة مستقبلية . كان رد السيد رفسنجاني بثلاث تساؤلات وجهها للجعفري ؟
أولا : للمنطقة الخضراء ثلاث بوابات ، ماذا ستفعلون لو أغلق الأمريكان بواباتها وحرمتكم من السلطة ؟
ثانيا : أنتم ألقيتم بكل ثقلكم على أيران معتمدين عليها حتى في أموركم الجزئية ، ماذا لو تعرضت أيران لحملة عسكرية من الغرب ـ لا سامح الله ـ وفقدت قوتها التي تعتمدون عليها ؟
ثالثا سمعت أن أنصاركم في الوسط وجنوب العراق يعانون الأمرين من الفقر وأنعدام الصحة والتعليم والعمل ، لماذا لاتكلمني عما ستفعلونه لجمهوركم المسكين والمضحي هذا ؟ ))
غادر بعدها السيد رفسنجاني الأجتماع وسط ذهول الجعفري ووفده المرافق . أرجوا أن يتسع صدرك أيها السيد الرئيس ... الجديد لما ذكرت . قلوب العراقيين قبل عيونهم مشدودة صوبكم ايها القائد الذي أعتلى صهوت كرسي الرئاسة . نحن لانملك لكم الأ الدعاء في ما أنتم عليه مقبلون . وتذكر جيدا أن للمنطقة الخضراء ثلاث أبواب فقط .
https://telegram.me/buratha