المقالات

ثلاثية..صنع في العراق؟

1825 2018-10-04

 

سجاد العسكري
على الرغم من المنغصات التي تحدث قبل وبعد الانتخابات البرلمانية , واحداث ووقائع تجعل الناخب والمواطن العراقي يشعر باقصى حالات الاحباط والنقمة على السلطة الحاكمة , وجميع المسؤولين بلا استثناء , بسبب ادائهم المتلكيء اتجاه الازمات والخدمات الضرورية للمواطن , وتفشي الفساد في كل مفاصل مؤسسات الدولة حتى وصلت الى المراكز التشريعية والتنفيذية , والاكثر ايلاما في عقر دار السلطة القضائية ؟! التي باتت هي الاخرى في مهب رياح الفاسدين تتحرك , وكل هذه الاحداث ادت الى فتح فجوة (التدخلات الخارجية) والتي اتسعت رقعتها بسبب السياسات الا مسؤولة من قبل السلطة الحاكمة والمسؤولين الذين بات همهم البقاء وتمسك بما كسبوه كانه ارث ابائهم واجدادهم؟!
فاخذت الاحداث تتشابك وخصوصا بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية وقبل المصادقة عليها , والنظر في الطعون المقدمة التي اتهمت بوجود التزوير من قبل جهات متنفذة , فمابين هذه الوقائع تحركت الاجندة السياسية الخارجية بادارة السفارة في بغداد لتصنع دور ايجابي- كما يعتقدون- على حساب تفتيت الاغلبية الفائزة تحت مسميات صحيحة لها واقع في رفض اداء الحكومات المتعاقبة لمدة 15 عام , وسوء الخدمات ؛لكنها كلمة حق يراد بها باطل؟ فاستمرت اللقاءات والمفاوضات لتشكيل واقع وفرضه كامر واقع , وليرضى من يرضى وليرفض من يرفض وهذا المشروع قد سار , واستقطب مجموعة من الكتل لتشكيل الاكثرية النيابية , واجمل مافيه هو ذهاب بعض البرلمانيين الفائزين او غير فائزين لترتيب اوضاعهم التي باتت في حالة فوضى وعدم الاستقرار , لتذهب الى ملجاء الاستقرار والتي تحمل الماركة (صنع خارج العراق )؟ وتتردد كما اكدت المصادر على السفارة بشكل يومي, علها تحظى بفتات او عظمة قد خصصت لكلبهم الوفي المتردد على فضلاتهم , وقد تناسوا انهم عراقيين , وتسنموا المناصب لخدمة الوطن وحفظ مصالحه العليا .
افرزت هذه المرحلة فريقين اوثلاثة , كلا يعمل على شاكلته ؛فالفريق الاول عمل وفق ماركة صنع في الخارج وبايدي عراقية .الفريق الثاني:عمل وفق ماركته الام صنع داخل العراق وبايدي عراقية مخلصة . اما الفريق الثالث :يترقب الكفة تذهب لمن؛لينسق معه اي ينعقون مع كل ناعق. فبداءت الاحتجاجات من البصرة عفوية كما يبدو, ليندس بها اتباع مخطط الفريق الاول ,لأرباك الوضع ودفعه نحوا مشروع الخارج الذي يمني نفس بالنجاح , لفك ارتباط العراق من حلفائه المؤثرين والداعمين له منذ 2003م ، اولى خطواته للهيمنة على مقدرات وموارد العراق, بعيدا عن خطر حلفاء العراق ؟ 
الصدمات التي تلقاها مخطط الخارج ثلاثية تم صنعها في العراق حصرا هي:
الاولى : تهدئة واستيعاب واحتواء ازمة البصرة بحكمة وعقلانية ومنطقية الواقع.
الثاني : كسر توافق الكتلة الاكبر وسحب الاطراف الى الانضمام الى فريق المقاومة ضد المخططات الخارجية.
الثالث:التخلص من الاملائات واختيار رئيس مجلس نواب , ورئيس جمهورية ورئيس وزراء خارج التوقعات والتوافقات القديمة .
فهذه ثلاثية الصدمة لأصحاب مشروع السفارة على يد صاحبة الدور الاول والفعال في تغير النتائج التي عبرت عن ارادة العراقيين , وهي الفضل كله انها المرجعية الرشيدة التي دفعت جميع الاطراف المخلصة لكسر التوافقات القديمة , واشراك العراقيين في اختيار حكومة خارج السلطة المسيطرة لمدة خمسة عشر عام العجاف , والتركيز على الضغط المستمر في انتقاد الشديد لأداء السياسيين والبرلمانيين , وما تحرك المرجعية العليا في احداث البصرة الا الشعور بخطر المشروع التخريبي الذي ينسف كل شيء وعودة العراق تحت هيمنة المحتل وسلطته وسطوته.
شكرا للمرجعية العليا , شكرا للشهداء وعوائلهم , وشكرا للحشد الشعبي ومحور المقاومة في كل مكان , وشكرا للمخلصين العراقيين وشكرا لحلفاء العراق الذين ساندوه طيلة المسيرة العصيبة , فالعراق سيفشل المخططات ويغير المعادلة القادمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك