سجاد العسكري
على الرغم من المنغصات التي تحدث قبل وبعد الانتخابات البرلمانية , واحداث ووقائع تجعل الناخب والمواطن العراقي يشعر باقصى حالات الاحباط والنقمة على السلطة الحاكمة , وجميع المسؤولين بلا استثناء , بسبب ادائهم المتلكيء اتجاه الازمات والخدمات الضرورية للمواطن , وتفشي الفساد في كل مفاصل مؤسسات الدولة حتى وصلت الى المراكز التشريعية والتنفيذية , والاكثر ايلاما في عقر دار السلطة القضائية ؟! التي باتت هي الاخرى في مهب رياح الفاسدين تتحرك , وكل هذه الاحداث ادت الى فتح فجوة (التدخلات الخارجية) والتي اتسعت رقعتها بسبب السياسات الا مسؤولة من قبل السلطة الحاكمة والمسؤولين الذين بات همهم البقاء وتمسك بما كسبوه كانه ارث ابائهم واجدادهم؟!
فاخذت الاحداث تتشابك وخصوصا بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية وقبل المصادقة عليها , والنظر في الطعون المقدمة التي اتهمت بوجود التزوير من قبل جهات متنفذة , فمابين هذه الوقائع تحركت الاجندة السياسية الخارجية بادارة السفارة في بغداد لتصنع دور ايجابي- كما يعتقدون- على حساب تفتيت الاغلبية الفائزة تحت مسميات صحيحة لها واقع في رفض اداء الحكومات المتعاقبة لمدة 15 عام , وسوء الخدمات ؛لكنها كلمة حق يراد بها باطل؟ فاستمرت اللقاءات والمفاوضات لتشكيل واقع وفرضه كامر واقع , وليرضى من يرضى وليرفض من يرفض وهذا المشروع قد سار , واستقطب مجموعة من الكتل لتشكيل الاكثرية النيابية , واجمل مافيه هو ذهاب بعض البرلمانيين الفائزين او غير فائزين لترتيب اوضاعهم التي باتت في حالة فوضى وعدم الاستقرار , لتذهب الى ملجاء الاستقرار والتي تحمل الماركة (صنع خارج العراق )؟ وتتردد كما اكدت المصادر على السفارة بشكل يومي, علها تحظى بفتات او عظمة قد خصصت لكلبهم الوفي المتردد على فضلاتهم , وقد تناسوا انهم عراقيين , وتسنموا المناصب لخدمة الوطن وحفظ مصالحه العليا .
افرزت هذه المرحلة فريقين اوثلاثة , كلا يعمل على شاكلته ؛فالفريق الاول عمل وفق ماركة صنع في الخارج وبايدي عراقية .الفريق الثاني:عمل وفق ماركته الام صنع داخل العراق وبايدي عراقية مخلصة . اما الفريق الثالث :يترقب الكفة تذهب لمن؛لينسق معه اي ينعقون مع كل ناعق. فبداءت الاحتجاجات من البصرة عفوية كما يبدو, ليندس بها اتباع مخطط الفريق الاول ,لأرباك الوضع ودفعه نحوا مشروع الخارج الذي يمني نفس بالنجاح , لفك ارتباط العراق من حلفائه المؤثرين والداعمين له منذ 2003م ، اولى خطواته للهيمنة على مقدرات وموارد العراق, بعيدا عن خطر حلفاء العراق ؟
الصدمات التي تلقاها مخطط الخارج ثلاثية تم صنعها في العراق حصرا هي:
الاولى : تهدئة واستيعاب واحتواء ازمة البصرة بحكمة وعقلانية ومنطقية الواقع.
الثاني : كسر توافق الكتلة الاكبر وسحب الاطراف الى الانضمام الى فريق المقاومة ضد المخططات الخارجية.
الثالث:التخلص من الاملائات واختيار رئيس مجلس نواب , ورئيس جمهورية ورئيس وزراء خارج التوقعات والتوافقات القديمة .
فهذه ثلاثية الصدمة لأصحاب مشروع السفارة على يد صاحبة الدور الاول والفعال في تغير النتائج التي عبرت عن ارادة العراقيين , وهي الفضل كله انها المرجعية الرشيدة التي دفعت جميع الاطراف المخلصة لكسر التوافقات القديمة , واشراك العراقيين في اختيار حكومة خارج السلطة المسيطرة لمدة خمسة عشر عام العجاف , والتركيز على الضغط المستمر في انتقاد الشديد لأداء السياسيين والبرلمانيين , وما تحرك المرجعية العليا في احداث البصرة الا الشعور بخطر المشروع التخريبي الذي ينسف كل شيء وعودة العراق تحت هيمنة المحتل وسلطته وسطوته.
شكرا للمرجعية العليا , شكرا للشهداء وعوائلهم , وشكرا للحشد الشعبي ومحور المقاومة في كل مكان , وشكرا للمخلصين العراقيين وشكرا لحلفاء العراق الذين ساندوه طيلة المسيرة العصيبة , فالعراق سيفشل المخططات ويغير المعادلة القادمة .
https://telegram.me/buratha