عبدالامير الربيعي
الكثير يتحدث عن دور العمامة بالفساد، ويستخدمون التعميم لا التشخيص، وصل الحد بالتطاول على مقام عمامة رسول الله (ص)، برفع اللافتات وعلى الملأ، وتحت مرأى ومسمع الحكومة، وهذا بحد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون.
ما يثير الانتباه والتعجب، أن هذه الحالة تم الترويج لها ورفع لافتات من قبل الشركاء بالعملية السياسية، وبعدما كانت تعتبر هذه الحالات فردية، سرعان ما تحول إلى حملات لإقناع الجمهور بشعار الدولة المدنية، التي تبيح الموبقات بغرض تحلل المجتمع، والمروجون لا يعلمون الغرض هو نخر الجسد الأخلاقي للبنية المجتمعية العراقية، المنادين بالمدنية التي لا تنهي عن منكر! وهذا منافي للأخلاق الإسلامية والعراقية، التي تربى عليها مجتمعنا وأسرنا، التي تكافح بكل وسيلة، وتقف حائط صد أمام ذلك، لكن ذلك غير كافي ويحتاج لتوعية أسرية، للمحافظة على تقاليد وأعراف المجتمع العراقي المحافظ.
ومما اثأر انتباهي لماذا الشيخ جلال الصغير بعينه؟! هو في مرمى الجيوش الاليكترونية التابعة للأحزاب، وسماحته ابتعد عن الساحة السياسية منذ قرابة عام ٢٠٠٨، فضلاً عن الاستهداف الدائم لشخص المرجعية العليا، وان تتبعنا من اي عائلة انحدر سماحته، فنجدها من الغوائل العراقية الأصيلة، التي عرفت بالعمل الاجتماعي والسياسي الواسع، واحتوائها على أدباء وشعراء ورجال علم وعلماء فقه و أكاديميين، كما ان والده العلامة آية الله الشيخ علي رضوان الله عليه، اكبر من ان اكتب انا عن سيرة وحياته وورعه وزهده من الدنيا، حيث ان سماحة الشيخ وهو في باكورة عمره بدأ رحلته في المعتقلات، وزنازين الطاغية لنشاطهم الفقهي وحلقات الدرس، حيث انه وبشكل مبكر من ذهابه إلى النجف الأشرف، للالتحاق بحلقات الدرس الحوزوي، تم تكليفه من قبل الشهيد الصدر(رض)،بالرجوع الى بغداد والقيام بالعمل الديني في جامع براثا.
ان ما دفعني لهذه الكتابة إننا جيل يحاولون إن يضللوا علينا ويلهونا بطيش الدنيا وانسونا هم الأمة، التي حملها سماحة الشيخ ورفاقه، والعديد من الرجال المغيبين، في حقبة كان كل شيء ممنوع التداول، فكان امتلاك كتاب ضياء الصالحين للدعاء كافي لإيصالك الى منصة الإعدام، واليوم يجعلون على أعيننا الغشاوة لك لا نقتدي بهم، فالتحالف الصهيوامريكي السعودي وحلفائهم المحليين، وراء كل هذه الحملات المضللة والمنظمة، لهدم منظومة الامة الاخلاقية، وقتل الروح الثورية الفطرية، وتحويل الصورة الذهنية لرجال الدين والعمامة، وتشويهها ليكون نفير منها ومن رشدها وتوجيهها، بل والحث على التطاول والاستهزاء بها.
واختتم مقالي باستعارة مطلع قصيدة الاخ الاكبر لسماحة الشيخ، قصيدة الشيخ محمد حسين الصغير الذي خاطب بها الإمام الراحل الحكيم (قدس) إبان افتتاح مسجد براثا أواخر عام1959 او بداية عالم 1960، والتي قال فيها..
سر في جهادك مابرحت موفقاً ...سيفان في يدك العقيدة والتقى
https://telegram.me/buratha