زيد الحسن .
ما هي ازمة العراق تحديداً ، وهل هي معضلة لا يمكن حلها او تفتيتها ، وماهي العوامل التي ادت الى هذه الازمة .
الجميع كان يعتقد ان اختيار رئيس الوزارء سيكون غاية في الصعوبة ، ولن تتفق الكتل والكيانات السياسية بسهولة على اختيار مرشح لرئاسة الوزراء ، حتى كانت المفاجئة ان الاختيار قد تم وحسم الامر ، لصالح السيد عادل ( الذي نتمنى ان يكون عادلاً في حكمة ) ، هنا الاختيار الجم افواه الكثير من الساسة الذين كانوا يتصيدون في الماء العكر ، وانزل غيمة ندية على الشارع العراقي ، وجعله يتوسم الخير والصلاح في هذا الاختيار ، رغم وجود الشائعات المغرضة التي حاول البعض من خلالها تشويه صورة الرجل .
اكبر مكسب ناله العراق بهذا الاختيار هو سحب البساط من تحت اقدام حزب الدعوة هذا الحزب الذي تفرد بكل مؤسسات الدولة والتهمها التهام النار لكومة قش ، ومن المضحك ان الحج الى الديار المقدسة مقتصر على حزب الدعوة واقاربهم واصهارهم ، وهذا فيض من غيض مما فعله ، ولن اقول ان هذا الحزب هو السبب في ضياع ثلث العراق بيد داعش ، لانه اصبح الكلام فيه ممل .
العراق اليوم بحاجة الى اعادة هيكله حقيقية ، بكفوف بيضاء ، تعتمد على التصحيح في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وهذا كان مطلب الشارع ، فلقد ارهقت مؤسسات الدولة بوجود اناس لايعرفون ( حماها من رجلها ( وهم في اعلى المناصب ، بحيث اصبح همهم كسب المال وكأنهم تجار نخاسة .
سطوة الاحزاب واجنحتها العسكرية جعلت المواطن يشعر انه داخل سجن وليس في وطنه ، فقدنا كل مقومات الحياة ، انهارت المؤسسة التربوية انهياراً لا يصدقه عقل ، التلاعب حتى في المناهج الدراسية ، وانا اتحدى اي انسان يقول ان الاسماء الموضوعة على المناهج هي فعلا لاساتذة حقيقين وليست اسماء وهمية ! هل نصرخ من حنقنا ؟
اما الحديث عن الجانب الصحي فهو يدعوننا الى عض الشفاه غيظاً وقهراً ، خلال خمسة عشر سنة لم تشيد مستشفى ؟ بل ولا حتى مركز صحي ؟ وخصوصا وان التعداد السكاني في تزايد مستمر ،
وحتى المستشفيات الصحية الموجودة اصبحت خاوية وكأنها صالات انتظار للموت ليس الا ، المواطن العراقي يفترش مستشفيات الخارج ويقبل لها الجداران لانه وجد فيها الحضن الشافي ، ونحن وجدنا عديلة الهزيلة في اداء مسؤلياتها .
العدالة الاجتماعية ؛. أين اصبحت في عهد خمسة عشر سنة ؟ لقد اصبحت في الجيب الخلفي لمن كان يمسك بزمام امور البلد ، سحقت طبقات واغتنت طبقات لمجرد ولائها السياسي ،
جميع سجناء سجن ( ابو غريب ) الذين كانت تهمهم سرقة واعتداء ( مع احترامي وتقديري للسجناء المناضلين الحقيقين فحديثي لايشملهم) اصبحوا ابطالاً وعلينا تقديسهم ، واصبحت رواتبهم وامتيازاتهم اكبر مما يحصل عليه رئيس الجمهورية نفسه ،وابنائهم مواطنين من الدرجة الاولى ، تخدمهم مؤسسات كاملة ولها ابواب حديدية محصنة وحمايات وحرس ، وميزانية ضخمة تهدر من اجلهم ، دون ان يستطيع احد مجرد الاشارة بكلمة يكفي هذا .
الرعاية الاجتماعية ودورها في حفظ ماء الوجه للفقير ، هل هي فعلا ذات طابع نفعي للناس ؟ ام انها تخدم طبقة معينة من بعض الناس ؟ الشارع يخبركم بحقيقتها ومن المستفيد منها .
نحن نريد حقوقنا ونطالب بها ، لسنا بحاجة الى منة من احد ، فقط افتحوا لنا مصانعنا ، وامنوا لنا ثرواتنا من الفساد المستشري بها ، اغلقوا فوهات الفساد الذي رافقنا خمسة عشر سنة ، دعونا نعمل لنعيد لعراقنا هيبته ، نريد ان نزرع ارضنا ونسقي نخلنا الذي كسرته آلة الطمع ، نريد العيش لا اكثر من هذا ياسيادة رئيس الوزراء .
https://telegram.me/buratha