المقالات

المرأة بين التهميش والإنصاف!


عبد الكاظم حسن الجابري

شكلت المرأة, ركيزة مهمة من ركائز المجتمع الإسلامي, وأنيط بها دورا مهما, في الحياة الجديدة, في ظل الحكومة الإسلامية, بعد أن كانت المرأة تعتبر منقصة في العصر الجاهلي, إذ كان من تولد له بنت يوأدها, ويواري وجهه من سوء ما بشر به من مولود.

الإسلام قلب المعادلة تماما, في نظرتهِ للمرأة, وحظيت بمكانة متميزة, بحكم كونها الإم والزوجة والإخت والإبنة, وهذه الأدوار الأربعة, تجعلها تضطلع بمهمة جسيمة, وهي بناء المجتمع بناءا صحيحا وسليما, من خلال تربية الأبناء, وتقديم المعونة للرجل, وخلق أجواء من السعادة في البيت, لتمحو عنه هموم العمل, والمشاغل التي تواجهه خارج البيت.

كلف الإسلام المرأة في التكاليف العبادية, حالها حال الرجل, ولم تستثنى من أي ركن تشريعي, ماخلا في أيام معدودات, لما يعتري المرأة من أسباب طبيعية من أذىً, كالحيض والنفاس.

النظرة الإسلامية للمرأة, لا توجد مثيلتها في أي قانون, أو تكوين مجتمعي آخر, فبعض المجتمعات تنظر للمرأة على إنها سلعة, قابلة للعرض والطلب, وتستخدم في أعمال وضيعة, لممارسة الرذيلة, والإتجار بالمخدرات وغيرها, كما إن الدول الرأسمالية, لا تعطي رؤية خاصة للمرأة, ولا تراعي ضعفها وحاجتها الجسدية والنفسية, لذا نراها –المرأة- تنخرط في وظائف وأعمال شاقة, لا تتناسب مع تكوينها البيولوجي, والنفسي, والجسدي, كل هذا لتوفر لنفسها لقمة العيش.

الشريعة الإسلامية, راعت كل الجوانب في حفظ المرأة, فلم تُحرم المرأة في ظل الإسلام, من حق التعليم أو العمل أو التملك المالي, بل بالعكس جعل لها حقوق كاملة في هذا الجانب, وضمن لها فوق ذلك وجوب النفقة, على الرجل سواء كان أبا و إبنا أو زوجا.

مع تطور الحياة وصعوبتها, وخصوصا في مجتمعنا العراقي, وبوجود واقع الحروب المتكررة, بدأ حال المرأة يتغير, فأصبحت ما بين ثكلى بولد, أو أرملة أو يتيمة, وهذا الحال جعلها تنفرد بمواجهة الحياة وظروفها الصعبة, مما جعلها عرضة للتعنيف والأذى, والإستغلال بكل صورهِ.

لم تنهض أي مؤسسة في العراق, بواقع المرأة, وتنتشلها من قعر الظلم, وحتى وزارة المرأة, التي أنشئت بعد تغيير نظام البعث, لم يكن لها ذاك الدور الفاعل في رعاية حقوق النساء.

من هنا جاءت مبادرة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره), لتكون بارقة أمل, ونقطة تحول, وجرس تنبيه, للإهتمام بواقع المرأة, وإنتشالها مما هي فيه.

كانت مبادرة جعل اليوم الأول من صفر, يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة, مبادرة راقية, لما تحويه من مرتكزات, تؤسس لثقافة جديدة, نابعة من المنبع الإسلامي الحق, في الدفاع ورعاية حقوق المرأة.

نصت المبادرة في فقراتها, على إنشاء مجلس أعلى للمرأة, ومطالبة البرلمان بسن قانون حماية المرأة, وهذه الإمور تعد رؤية فاحصة لمن يريد أن يضع حلا جديا لمشاكل المرأة.

إن تفعيل هذه المبادرة هي مسؤولية إنسانية وأخلاقية تحتم على جميع منظمات المجتمع المدني والجهات الناشطة في مجال المرأة أن تأخذ دورها في الضغط على البرلمان من والحكومة من اجل سن وتشريع هذه القوانين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك