المقالات

الإعلام التشهيري؛ حرية الفوضى..!

2047 2018-10-09

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

فيما يتعلق بما دابت عليه معظم الأقلام التي تنتقد السياسيين، أداءا وسلوكا ومخرجات، نشير الى أن المنخرطين بالحقل السياسي، يتعين أن يتحلوا بتقبل عال للنقد، ويجب أن يكونا أيضا مستعدين لغض الطرف، عن نقودات حادة أو لاذعة، تتعلق بما يبدونه من تصريحات، أو ما يقيمون به من أعمال ونشاطات، وأن مثل هذه الانتقادات، لا يمكن أن تُعد جرائم تشهير، الأ إذا كانت هذه الأنتقادات  تتضمن طعونا شخصية أو إتهامات لا صحة لها، سيملا تلك المتعلقة بنزاهتهم.

لكن بالمقابل فإن السائد من النقودات، تجاوزت الحدود المقبولة، وتحولت بعض الصحف والمواقع الأليكترونية، الى مساحات للشتيمة والتنابز بشكل مثير، ولم تعد هناك محرمات أو قيود ذاتية، يمكنها أن تحد من هذا السيل من القرف الإعلامي.

يحدث كل ذلك رغماً عن التشريعات والقوانين، التي تنص على حماية الحريات العامة والخاصة، وبالذات الحرمات الشخصية.

الحرمات الخاصة للفرد هي لب الديمقراطية، وليس العكس الذي نشهده من إنفلات أخلافي إعلامي، وثمة تفكيك تعسفي، للعلاقة بين الحرية والمسؤولية، إذ تفشى بشكل لافت، خلط بين الحرية والفوضى،  يجري في إعلامنا وعلى على قدم وساق، إساءة إلى الحرية باسمها، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة، الى تشويه الحرية تمهيداً لقمعها!

مع أن القيود أو الاجراءات التنظمية، الصادرة بموجب قوانين أو تعليمات، لا تطبق ألا إذا كانت هناك ضرورة ملجئة, وللتذكير فقط، وكي نعي حجم الإنفلات الإعلامي الذي نحن فيه، نشير الى ما وردفي نص المادة 433 من قانون العقوبات العراقي المرقم 111 لسنة 1969 المعدل والنافذ؛ كما يأتي (اسناد واقعة معينة الى الغير باحدى الطرق العلانية من شانها لو صحت ان توجب عقاب من اسندت اليه او احتقاره عند اهل وطنه).

اما عقوبة القاذف فهي الحبس والغرامة او باحدى هاتين العقوبتين، اما اذا وقع القذف بطريق النشر في الصحف والمطبوعات، او باحدى طرق الاعلام، فيُعد ذلك ظرفا مشددا، واذا توافر الظرف المشدد في جريمة عقوبتها الحبس، جاز للمحكمة الحكم عليه بالسجن عشر سنوات بدلاً من الحبس، عملاً بحكم المادة 136/2 من قانون العقوبات، اما اذا كانت العقوبة الغرامة، فيجوز الحبس مدة لاتزيد على اربع سنوات.

نشير أيضا الى أن المسؤولية الجنائية، لا تقع على الفاعل (القاذف)، اي مرتكب الجريمة فحسب، بل يتعدى الى المحرض، والناشر والبائع والموزع والمترجم، عملا باحكام المواد (81,82,83,84)، من قانون العقوبات (المسؤولية في جرائم النشر) 

كلام قبل السلام: «إن حريتك تنتهي حيث يبدأ أنفي» كما يقول فلاسفة الانوار، ولا بد من التمييز بين حرية الرأي والتعبير، والاساءة والقذف والتشهير، ولا علاقة بينهما بحال.

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك