ذوالفقار علي
الصراع بين الثقافة الاسلامية و الاطباع الجاهلية لم ينتهي ، وان كان رسول الله قد بذل كل جهده لتذويبه ، لكنه لم ينتهي ، فمنذ ذلك الزمن يرى البعض ان قوميته مفضله على غيره ، ولا يعتقد بان الافضلية في التقوى كما اشار رسول الله في حديثه المشهور .
رسول الله لم يكن رسولاً للعرب فقط وان بعث منهم ، لكن رسالته الخالدة لكل البشرية ، ولهذا يفتخر المسلمون بتوسع الدين الاسلامي في جميع بقاع الارض ، لكن بعضهم ورغم افتخاره هذا يعتقد انه مفضل على غيره بقوميته ، انها اشكالية كبيرة وازدواجية عجيبة !.
على العموم لا نريد ان نسهب في هذا الموضوع ، لكننا يجب ان ننتبه الى من يفعل ذلك ولماذا يفعل ، ومن خلال المتابعة سنجد ان احفاد المتسلطين الطغاة و الحكام الفجرة عبر الازمان دائما ما يحاولون صناعة هذه التفرقة ، ومما لا شك فيه ان ارباب الفتن من الفضائيات يحاولون الدق على هذا الوتر الحساس .
لقد اصابني العجب من تقرير قناة الشر-قية المتضمن كذبة قطع ايران للمياه عن العراق ، الخبر الذي نفته الجمهورية الاسلامية بالمطلق ، وقد بثت صفحات مدسوسة التقرير مقارنة فيه بكرم العراقيين للزوار مطالبة في عدم استقبال الزوار الايرانيين في زيارة الاربعين كرد فعل ! .
حماقة اعداء الحسين وانصاره ليست مثلها حماقة ، فهم لا يعلمون ان زوار الامام الشهيد يفتخر الناس بخدمتهم مهما كانوا ومن اي البلدان جائوا ، بل ان كرم العراقيين الذي شهد له كل من زار بلادنا لا يمكن ان يميز بين ضيف واخر ، لانهم يستمدون خلقهم من امامهم الحسين (ع) .
الحسين (ع) كما قاتل معه العربي والاجنبي والكبير والصغير والمسلم والغير مسلم ، و الرجل و المرأة ، فان خدامه يقدمون خدماتهم لهذه الفئات جميعها ، من دون تمييز او حقد ، وهم بذلك يزدادون سمواً في عدم التفريق كما اوصى رسول الله ، وفي المقابل يزداد اعدائهم هواناً و خزيا؛ ولذلك فقد جهز الحسينيون انفسهم للرد على الشرقية؛ عبر نقل الزوار الايرانيين مجاناً بعجلاتهم ، وفتح مواكبهم وحتى بيوتهم .
https://telegram.me/buratha