المقالات

الجوهرة الثميــــنة ...

2103 2018-10-12

قاسم العبودي

في يوم 17 تشرين الثاني من عام 1982 أنبثق من رحم الأمة المظلومة نور بدد ظلمات اليأس التي أستحوذت على نفوس العراقيين جميعا . كان الشعب العراقي يئن من طغيان الرئيس المستبد صدام الذي قتل العباد وهجر من في البلاد تحت حجج وذرائع واهية ممتثلا لأسياده من رؤساء الأستكبار العالمي . كان المجلس الأعلى الحركة المحورية للنهوض بالأمة , والسير بها نحو الحرية . مما زاد في أهمية الولادة الميمونة للمجلس هو الأضفاء الشرعي للسيد الأمام الراحل روح الله الخميني أعلى الله مقامه ,الذي دعم قادة المجلس والقائمين عليه بشتى أنواع الدعم , المادي واللوجستي . خط المجلس الأعلى طريقه وسط موجة الحاقدين من زمر البعث الكافر , ومنافقي خلق الذين أعتبروا المجلس الأعلى الأمتداد الطبيعي للثورة الأسلامية المباركة التي قادها بنجاح الأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه . تبنى المجلس الأعلى للثورة الأسلامية منهج وخط ولاية الفقيه لسد الفراغ الأسلامي الحركي في العراق , الذي قيد مراجع الدين الكبار ممن لم يغادروا أرضه بشتى أنواع التقييد ما بين الأقامة الجبرية , والأعتقال في طوامير البعث الكافر . فكان رئيس المجلس الأعلى حينها السيد المجاهد الكبير آية الله السيد محمد باقر الحكيم , حاول بمنهجية عالية , ووضوح بين , أن يجمع شتات الأخوة العراقيين في المنفى , الذين وجدوا ضالتهم في ذلك التجمع الرباني الذي قاموا من خلاله بعمليات نوعية كبيرة في جبهات القتال ضد الطاغية , وفي مناطق الأهوار الجنوبية . لكن للأسف الشديد كان الأعلام وقتها ليس بهذا الأنتشار الحالي , فقد كان التوثيق يتم عن طرق بسيطة وبدائية فضاع أكثرها , لكنها لم تضيع في ميزان أعمال المجاهدين الذين ذابو في خط الأمام الخميني رضوان الله تعالى عليه , بحسب وصية السيد المجاهد الكبير آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه الذي قال (( ذوبوا في الأمام الخميني , كما ذاب الأمام في الأسلام )) . وبه يحتسبون أمام الله تعالى . اليوم وبعد مضي ستة وثلاثون عاما على الـتأسيس , يجب علينا أن نخلد الدماء الزاكيات التي أريقت في طريق الجهاد الأصغر , ممن ضحى بنفسه من أجل رفعة الأسلام العزيز . اليوم يجب أن نقف ونتأمل , هل أدينا ما علينا من تكليف شرعي وأمانة بصيانة تلك الجوهرة الثمينة التي وضع أساسها القادة الربانيون الذين دفعوا دمائهم من أجل النهوض بالأمة ( النائمة ) , أم زدناهم نوما عميقا ؟؟ . 
علينا اليوم مراجعة سياسات المجلس الأعلى , التي يجب أن تستوعب الخط الشرعي للولاية المطلقة , والعودة سريعا بالأمة التي يبدوا أنها لم تستفق من سباتها الطويل . علينا جميعا تقع مسؤولية السير والسلوك , والتصحيح للنهوض بالأمة وبناء المشرع الأسلامي المتكامل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك