سامر الساعدي
المواطن !! الى الموظف !!
وقفت بباب رحمتك اتوسل اليك استلام همومي ،عل اوراقي الضامئة لتوقعيك سيدي الموظف ، سيدي المدير !!
وقفت بنافذة اروقتكم متطلعا ًالى معاملتي ، وهي تتناول من الدفاع بين الوسط و الهجوم ومن ثم يصفر المدير تسلل!!
اظطررت الى اعادة الجولة حتى لا يستطيع الموظف ان يستنبط فتوى يحرم النص في اضبارتي ،التي اكملتها بشهور وشهور وكبرت حتى صارت تشبه الشجرة المعمرة ، وانا ارتجف واقف خلف القضبان مناشداً اين الخلل اين الخطأ ، انا المواطن الذي يدعي الكل بخدمته انا الفقير الى القوانين ، التي لا ترى النور في جدول اعمال البرلمان ،
فخوفي من خوفي ليكبر حتى يصيح انهاراً ، وخوفي من صبري الا ينفذ حتى يصبح اشجاناً،
صاحبني الهم وانا اطرق الابواب والشبابيك ، بلا فائدة بلا جدوى بلا ناصرأ او معينأ او برلمانيأ ،
المواطن !! الى المفتش العام !!
لم اراك ابداً ولكني قرات في لوحة الاعلانات هواتف الشكوى الخاصة بك ، تطريت فرحاً ً فخرجت مهرولاً متصلاً ، واذا بالصوت من الهاتف لم يفارق يدي ، يقول لم يسمع صوتك لم يبالي بشكوتك لم تسكن قلبه الرحمة لتشملك ،
فاظططرت الى الاستعانة بمدرب ذو خبرة في التصديقات ورص الاوراق والاحكام الروتينية، عسى ان يسعفني بخطةً اعيد فيها الجولة حتى اصل الى الدور الرباعي ، وانافس لحصولي عل تواقيع الفيفا الحكومي ، جمعت اوراقي وانا اتطلع في العيون البائسة اليائسة من الرجال والنساء الكبار وكادت ان تكون الانسانية قد فارقت هذه الابنية، حيث لا يمكنك ان تصل الى الغرف المغلقة التي تضم المدير ونائبه ومديره وسكرتيره
او الانتظار الذي يطول حتى يكملوا الموظفين فطورهم ، وحين يمكنك الوصول الى هذه الغرف بطريقة ما تتفاجىء بالجواب ان المدير مشغولاً في اجتماع او لديه وفد حكومي ، او احد الموظفين او الموظفات في اجازة او في مأمورية ( تعال بعد اسبوع ) !!
الموظف !! الى المواطن !!
ادفع حتى تنجز معاملتك او اعمل تمرين رشاقة حتى تستطيع ان تصعد سلم وتنزل سلم وتفتش بين الغرف عل الموظف المختص ، ودارت الايام وانا بين هذا وذاك وبين قانوناً واخر ومن دائرة الى اخرى لعلي اخرج بتوقيع السيد المدير !!
واوصلتني هذه الامور حتى صرت اطرق باب العرافين وفتاحي الفال، لاشتري منهم وصفة الحظ واخلاطها باوراقي التي أصابها الجزع والتشاؤم ، لعلها تجدي نفعاً في هذه الدوائر بعد ان ملئت ظلماً وجوراً، واصبحت فقط تعيير الاهمية الى .
المحسوبية .. الواسطة .. الحزبية..
الرشوة .. السمسرة .. التعقيب ..
https://telegram.me/buratha