جاسم الصافي
ثارت ثورتي وشب الغضب بصدري, ورحت اسب اليوم الذي اصبح فيه هذا المعمم خطيبا , ففي الذكرى السنوية لاحد شهداء الوطن , خطب رجل دين من مدينتنا خطبة عصماء , وطبعا كنت مجبرا على سماعها ويا... ويلي بقيت حتى أخرها!
كان فيها تفسير وتأويل لكتاب الله ولاحاديث نبيه , وراح يصرخ بأعلى صوته موجها خطابه الى اهل الشهيد وكذلك الى الحاضرين , بان ولدكم لم يمت من اجل الوطن بل من اجل المذهب .
راح يفسر ويؤكد ذلك من كتاب الله والاحاديث المقدسة التي يفضل فيها المولى عز وجل الاخرة على الدنيا ويعتبرها دار القرار والخلود والنعيم , وانها هي الوطن الحقيقي , ويؤكد الخطيب ان الطريق الى الاخرة لا يكون الا عبر بوابة المذهب والفرقة الناجية وبهذا لا يوجد وطن فالوطن في الاخرة !
العجب كل العجب من اين تعلم تلك المفاهيم وكيف يفتي وهو مجرد خطيب ( اهرب من الفتوى كهروبك من الليث ولا تجعل رقبتك جسر للناس ) واين ارشيف الاحاديث النبوية وتفسيرات العلماء لكتاب الله في حب الوطن اوليس ( حب الوطن من الايمان ) وقول الحبيب المصطفى ( من قتل دون ارضه فهو شهيد ) لقد تبخر كل هذا لان العقل الخاوي ببغاء لا يعقل ولا يفقه ما يقول.
المصيبة ان هذا يعتبر جهل مركب كونه سينتشر على انه من رجل دين فقيه وعالم وبذلك فهو مصدق ومسدد من الله , في حين انه مجرد صبي ارعن لم تثبت العمامة يوما على رأسه الخاوي يرتزق مثل شعراء الجاهلية من الغاوين .
من هذه النغمة الطائفية المقيتة وهذا المرض السرطاني فهم من ( اشتروا بايات الله ثمنا قليل فصدوا عن سبيلة انهم ساء ما كانوا يعملون )
https://telegram.me/buratha