كاظم الخطيب
العدو هو العدو، ولا يمكن أن يكون صديقاً أبداً، وخصوصاً إذا كان عدواً عقائدياً، أو عدواً متزاحماً على وجود.
لا سبيل لنا لأن نحيد عن طريق المواجهة، كون عدونا لن يكف يوماً عن مهاجمتنا، ولن يتوانا طرفة عين عن الإنقضاض علينا في أي فرصة سانحة.
أمريكا وإسرائيل ومطيتهما السعودية، قد وضعوا نصب أعينهم الشيعة والتشيع- مطلقاً- وإتخذوهما عدواً مشتركاً، كونهما- الشيعة والتشيع- قد ألحقا ضرراً وأيما ضرر بهذا الثالوث القذر.
أمريكا التي تعتمد سياسة القطب الواحد في إدارة السياسة العالمية، عجزت عن إخضاع الشيعة في معظم بقاع الأرض أو إجبارهم على النزول عند رغباتها والإنصياع لأوامرها، كما تفعل معظم الدول في العالم، ودول الخليج، والسعودية خير شاهد على ذلك، فقد أعلنت تبعيتها المطلقة وخضوعها التام للإدارة الأمريكية، حتى وصل بها الأمر؛ لأن يطالب ترامب علناً من ملكها الخرف، وولي عهده المراهق، بأن يدفعوا ثمناً لحمايتهم وضمان بقائهم على عرش الذل والهوان.
إسرائيل هي العدو الأول للشيعة، أو قل أن الشيعة هم العدو الأول والأخطر لبني صهيون، فهي ترى أنهم يشكلون خطراً مباشراً على وجودها، فشيعة إيران والعراق واليمن ولبنان وسوريا وباقي شيعة العالم، هم الوحيدون من أهالي المعمورة الذين لم يعترفوا بإسرائيل، بل وصرحوا بضرورة العمل على زوالها.
السعودية ذلك الكيان الخبيث، الذي زرعته القوى الإستعمارية في أرض نجد والحجاز، ذلك الكيان البدوي الأجوف، الذي لا يمتلك من مقومات الوجود الإنساني شيئاً، حتى أنه بات ينافس الدواب حماقة وغباءً، يرى في التشيع، إستهدافاً لعقيدته الزائفة، وكشفاً لعورة إسلاميته المزعومة، وفضحاً لتبعيته- الأمريكية الصهيونية- المطلقة، كما يرى فيه المنافس الوحيد، على زعامة الأمة الإسلامية.
ثالوث أمريكي إسرائيلي سعودي، ضربته قوى شيعية في الصميم، وأذلت كبريائه، وكشفت زيف إدعائه، وهزمت جيوشه في ميادين شتى؛ فالحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، وحلفاء الجيش السوري في سوريا، تلك العناوين اللامعة، والكواكب الساطعة، التي قصمت قوام الشرك والكفر والإستكبار، أصبحت العدو المشترك لهذا الثالوث المشؤوم.
بعد هزيمة داعش، وفشله في تحقيق أهداف مؤسسيه وداعميه ومموليه في الخفاء؛ إضطرت أمريكا وإسرائيل إلى كشف أوراقها واللعب على المكشوف، بدعوى الحد من نشاط إيران في المنطقة، بإعلان ناتو عربي، بإدارة أمريكية، وتحريض صهيوني، ومطية ممولة سعودية، وقوى بشرية من مرتزقة مصر والسودان والمغرب.
إنه داعش بصفة رسمية، وعودة أخرى، ولكن بغطاء دولي سافر، ودعم أمريكي ظاهر، وهي حرب جديدة، واضحة في الملامح، وظاهرة في النوايا والمطامح، توجب الإستعداد لها، والعمل على بناء جبهة صد مانعة، وإيجاد قوة دفاع رادعة، وأن لا نكتفي بقوى شعبية مشتتة، ولا بدفاعات دولية منفردة، فإنها معركة وجود، ولابد من التحرك السريع لإعلان ناتو شيعي ممانع، وتحالف دولي رادع، يضم روسيا والصين ودول أخرى، من شأنه أن يحقق التوازن في القوى، والتكافؤ في فرص التفوق وتحقيق الإنتصار.
لابد من تدعيم جبهتنا الداخلية في العراق، من خلال بناء الجيش العراقي بناءً وطنياً رصيناً، ودعم الحشد الشعبي، ومحاصرة مجسات وأدوات جيش السفياني- الناتو العربي- والعمل على تحييدها والقضاء على جيوب العمالة فيها، فلا مجاملة على حساب الوطن، ولا هوادة في مقارعة الخائنين.
الشر بكل محاوره، والبغي بكل عناوينه، والكفر بكل أدواته، يدعونا لمنازلة مصيرية، منازلة وجود، منازلة حاسمة بين الخير والشر، فهل نحن مستعدون؟ وهل بقي لنا من الوقت ما يكفل لنا أن نستبق الضربة الأولى؟ وهل نمتلك من الكادر السياسي القادر على إقناع دول مثل روسيا والصين، في دعم قضايانا المصيرية؟
ختاماً لما سبق، وبداية لما لحق، كلمة يتردد صداها، ويتسع مداها، في كل زمان وأوان، فسلام على قائلها( ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا).
https://telegram.me/buratha