المقالات

إنقلاب ناعم على العملية السياسية..!

1847 2018-10-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

صحيح أن العراق يواجه مشكلات، في بناء الدولة وفي علاقة المواطن بها، وفي مخرجات نشاط الدولة المتلكيء، وصحيح أن أحد أسبابها الأنسادادات المستمرة، التي رافقت العمل السياسي، أما بسبب تصميم العملية السياسية، أو بسبب قلة الخبرة السياسية، أو بسب الفساد الذي أستشرى في مؤسسات الدولة، لكن الأصح هو أننا استطعنا بناء نظام سياسي، نستطيع أن عده كمنجز، تم إنشاءه على أنقاض أعتى ديكتاتورية، عرفها العالم منذ فرعون.

هذا النظام السياسي، مكون من مفردات، واجبة الألتزام بها، وإلا فإننا خلافها سنذهب الى الفوضى، التي يمكن أن تعيدنا الى الديكتاتورية، وإن بثياب مختلفة.

لدينا دستور، صوت عليه 72% من العراقيين قبولا، وكتبته أياد عراقية خالصة، وكانت هناك معونة أممية، أكسبته أعترافا دوليا، فضلا عن أنه تمت كتابته، تحت أنظار المرجعية الدينية، التي عرفت بأبوتها لجميع العراقيين، الذين كان هناك من يمثل مكوناتهم في كتابة الدستور..

على الرغم من أن ثمة هنات ومشكلات في تطبيق الدستور، إلا أن منزلته أكتسبت شرعية عالية، لكن ثمة من وجد في تطبيق الدستور، ضربا لمصالحه الفئوية والشخصية، أو مخالفة للأجندات المشبوهة والخارجية.

دستورنا يؤكد أن نظام الحكم في العراق برلماني، بمعنى أن السلطة العليا بيد الشعب عبر ممثليه، وهؤلاء يتم التوصل لتحديدهم، عبر عملية أختيار معقدة، ومن خلال نافذة واحدة هي نافذة الأنتخابات، التي تفضي بالنتيجة الى تشكيل حكومة، تولد من رحم إختيار الشعب، من خلال التعددية الحزبية والسياسية، واي سبيل مخالف لهذه المُسَلَمَة، يعني فتح نوافذ أخرى ليست شرعية، أو على الأقل مخالفة لتطلعات الشعب.

هكذا فإن صناديق الأنتخابات هي الوسيلة الوحيدة، التي تتشكل بها الحكومات بعد كل دورة أنتخابية، وهي الوسيلة الفضلى للتداول السلمي للسلطة، وأي وسيلة أخرى تعني إنقلابا على الدستور، وإن كان بأدوات ناعمة.

على مر السنوات الأربع المنصرمة، جرى تمييع عمدي للتعددية الحزبية والسياسية، وكان واضحا أن هناك توجها لشيطنة العمل السياسي، وكان الهدف الأكبر في كل ذلك، هو القوى المجاهدة ومحور المقاومة، وبعد الأنتخابات، جرت عملية عمدية لخلط للأوراق، من خلال طرح فكرة أن يتبوأ المستقلين المناصب الوزارية، في مخطط عابث بالثوابت الوطنية ومنها الدستور، ما فتح الباب الى أن تتحول السياسة الى طموحات إنتهازية، لخدمة أغراضها الذاتية والفئوية.

قصة إستيزار مستقلين، تمثل إنقلابا ناعما على الدستور وعلى الأرادة الشعبية، وكان بإمكان من يوصفون بانهم مستقلين، أن يتقدموا الى الأنتخابات، شأنهم شأن القوى السياسية العراقية، وتحت أي مسمى يختارونه، وأذا حققوا نتائج تؤهلهم لأن يشكلوا حكومة، فسيكون ذلك أمرا دستوريا مرحبا به، ولا يمكن لكائن من يكون إلا القبول به، وسيحظون بدعم شعبي، لتنفيذ البرامج التي يتحدثون عنها.

كلام قبل السلام: أما أن يجري تسويقهم، على حساب الأستحقاقات الوطنية والسياسية والمكوناتية، فتلك قصة أخرى تعني إنقلابا على الدستور بكل التوصيفات والمقاييس.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك