أمل الياسري
منذ عقود مضت والجمهورية الإسلامية في إيران، تتعرض لأبشع جرائم الترويع والتجويع، بدأت من خلال الزج في حروب باطلة، ليشغلوا الجمهورية عن برامجها التنموية، وثنيها عن تقديم الدعم لحركات التحرر والمقاومة الإسلامية، ومقارعة الإستكبار العالمي، وكأن الأعداء يريدون للشعب الإيراني أن يعيش طفاً من الحرمان والجوع، بسبب ما تفرضه دول الشر العالمي من حصار وعقوبات إقتصادية، بهدف الضغط على الحكومة الإسلامية في إيران، ومنعها من دعم فصائل المقاومة الشريفة
تتعمد أمريكا وأذنابها الى وضع كل مَنْ يقف ضد مدللتها اسرائيل (الكيان الصهيوني الغاصب) على اللائحة السوداء كما تدعي، ومن ضمنهم الجمهورية والأسباب واضحة وأبرزها الوقوف بحزم مع قضايا الشعوب العربية والإسلامية العادلة، أليست محاربة الشعوب وتجويعها، وفرض عقوبات إقتصادية عليها جريمة؟!
مع قرب الزيارة الأربعينية يتوافد ملايين الزائرين، الى كربلاء المقدسة من الجمهورية الإسلامية في إيران، يشاركون خلالها بتقديم الخدمات بكل أنواعها، ويتحدون أشكال الإرهاب ليعلنوا صرختهم المدوية: هيهات منا الذلة ضد الإرهاب العالمي والصهيوني، كما أعلنها إمامهم الحسين (عليه السلام) ضد الفساد والإرهاب الأموي، لذا يتوافدون وهم يحملون رايات التصدي والتحدي لكل أنواع الإنحراف.
تجاوزت مواقفهم الزيارة والخدمة، الى حضور مسؤولين وبمناصب عليا، للمشاركة في التخطيط والتنظيم للزيارة المليونية، وعلى المستويين الأمني والخدمي، ومَنْ يحاول الإساءة لهذه العلاقة الوثيقة بين الطفين الإيراني والعراقي، ويعمل بعقلية تفقيس الأزمات، فإنه يخلق لنفسه أزمات تطيح به وبأسياده، لأن القضية الحسينية لا تجمع الملايين من أجل الطعام والشراب، وإنما هي مسيرة ترعب عروش الطغاة، وما أشبه البارحة باليوم، فيزيد سحقه ركاب فرسه، والطاغية الشاه قد ولى، والطاغية صدام قد سقط أيضاً!!
لقد تجاوز الشعبين العراقي والإيراني الماضي بكل أزماته وأخطائه، وفرشوا مأدبة للسلام والوحدة، وجمعتهم خيام الحسين (عليه السلام) والوفاء لفخر المخدرات السيدة زينب (عليها السلام) فجرحنا واحد وعدونا واحد!
الشعبان الإيراني والعراقي متفقان، على أن الشعائر الحسينية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، والقضية الحسينية هي التي توحد الشعوب المتشوقة للحرية والكرامة، على عكس قوى الإستكبار العالمي العاشقة للقتل والدم، والمعسكران موجودان منذ الأزل (الحسين والحرية ضد يزيد والخضوع).
التوازن أمر طبيعي حصوله بين العراق وإيران، لأنهما ينتصران لقضية عالمية واحدة هي (كربلاء)، كما أن الحياة بمتقلباتها ومتغيراتها، لن تؤثر في موافقهما من القضية العاشورائية، لذا سيقيبان يصرخان: لبيك يا حسين، ويتحدون العالم، ولن تتوقف مسيراتهم الولائية، وهم بالفعل يستمتعون بالشهادة في سبيلها أينما حلوا..
https://telegram.me/buratha